هل يكون ملف "الصحراء" وراء الاختفاء الغامض للرئيس الجزائري "تبون"؟.. "الحو" يكشف عن سيناريوهات محتملة

منذ الـ 5 من شهر غشت الجاري، اختفى الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" عن الأنظار بشكل مفاجئ أثار الكثير من الغموض والجدل، وإلى اليوم، لم يصدر أي بيان رسمي من السلطات الجزائرية، ولم يظهر الرئيس بشكل علني، ما أثار تساؤلات واسعة حول طبيعة هذا الغياب: هل هو قسري أم اختياري؟ هل يتعلق بخطة سياسية أم ربما بإقامة جبرية؟ أم أن هناك أبعادًا دولية تخفي وراءها هذا الغياب؟
المحامي والخبير في القانون الدولي وقضايا الهجرة ونزاع الصحراء، "صبري الحو"، يرى أن هناك عدة سيناريوهات محتملة وراء اختفاء تبون، ترتبط بخلفيات وأسباب متعددة على الصعيدين الداخلي والإقليمي.
وير "الحو" أن اختفاء الرئيس "تبون" قد يكون بسبب رفضه إعلان حالة التعبئة العامة رغم أنه مؤهل دستورياً لذلك وفق المادة 90 من الدستور الجزائري، وهو ما كان سيتيح له السيطرة على المخاطر الداخلية المتعددة، مشيرا إلى أن القرار لم يُتخذ بعد، حيث ينتظر استكمال إجراءات سن القانون المرتبط بذلك، والذي سيحال لاحقاً على الغرفة الثانية للبرلمان.
في السياق ذاته، يشير "الحو" إلى أن الهدف الأهم وراء هذا الغياب قد يكون فرملة الديناميكية الدولية والإقليمية، لا سيما المتعلقة بحسم نزاع الصحراء المغربية، خصوصاً في ظل القرار المرتقب لمجلس الأمن في أكتوبر المقبل، موضحا أن بعض أجنحة الجيش الجزائري تشجع على خطوات تعيد توجيه الاقتصاد نحو ما يسمى بـ"المجهود الحربي"، ما يخلق فرصاً للصفقات المالية خارج المساطر الإدارية العادية، وهو ما يعتبر بيئة خصبة للفساد، وفق تعبير المتحدث.
ويضيف "الحو" أن الجيش الجزائري، الحاكم الفعلي في البلاد، قد يكون متوافقاً مع الرئيس نفسه على تأجيل أي تحول قد يهدد مصالحه، مستغلاً الوقت لاختلاق أسباب تمنع حدوثه. وقد تضمن ذلك التعاقد مع شركتين أمريكيتين هما "إكسون موبيل" و"شيفرون" لاستغلال احتياطيات الغاز في الجزائر، بما في ذلك الغاز الصخري، في خطوة غير مسبوقة.
كما يعتبر "الحو" أن "تبون" قد يكون ضحية حالة الفشل الداخلي، ما قد يدفع نظام الكابرانات إلى محاولة إعادة توازن العلاقات مع فرنسا وروسيا ودول الجوار، باعتبار الرئيس الجزائري المسؤول الأول عن تدهور العلاقات الثنائية والإقليمية، مشيرا إلى أن اختفاء هذا الأخير قد يسهم في تبرئة الجيش من أي تبعات سياسية أو اقتصادية، وإيجاد فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع وتصحيح الأخطاء السابقة.
ويرى "الحو" أن السيناريو الأخير يرتبط باختلاق أزمة تسمح لكبار المسؤولين في الجزائر بكسب الوقت، وادعاء أن الظروف الحالية لا تسمح بالدخول في أي ترتيبات آنية قد تمس الملف الإقليمي، بما في ذلك نزاع الصحراء المغربية.
ويخلص "صبري الحو" إلى أن الجزائريين قد اعتادوا على قيادة رمزية، بينما يظل القرار الفعلي بيد المؤسسة العسكرية، مؤكداً أن الغياب الحالي للرئيس يعكس هذه الحقيقة ويطرح تساؤلات حول مستقبل القرار السياسي في الجزائر.