هل ينجح الفريق الوطني في الفوز بكأس العالم؟.. تحليل تقني يرسم طريق "الأشبال" نحو المجد المونديالي

تتجه أنظار عشاق كرة القدم الوطنية إلى الشيلي، أين يخوض المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة غمار دور ثمن نهائي كأس العالم 2025 وسط آمال كبيرة في مواصلة المسار المتميز الذي بصم عليه منذ بداية البطولة. هذا الجيل الواعد الذي أثبت حضوره القوي قارياً ودولياً، يدخل الأدوار الإقصائية بمعنويات مرتفعة وطموح مشروع في بلوغ المربع الذهبي، وربما أبعد من ذلك، سيما بعد أن أسقط في طريق كبار اللعبة في العالم، وهما منتخبي إسبانيا والبرازيل.
القرعة وضعت "أشبال الأطلس" في الجهة اليمنى من جدول مقابلات الدور الثاني، حيث سيواجهون في ثمن النهائي منتخب كوريا الجنوبية، في اختبار يوصف من قبل عدد من المحللين بأنه "الخطوة المفصلية في رحلة المغرب نحو المجد المونديالي". المنتخب الآسيوي معروف بانضباطه التكتيكي ولياقته العالية، غير أن تقارير إعلامية خاصة، ترى أن "المغرب يمتلك الأفضلية في المهارة والسرعة، شريطة أن يدخل المباراة بتركيز عالٍ وأن يستثمر تفوقه البدني بذكاء".
من جهة ثانية، تشير مؤشرات تحليلية متخصصة إلى أن حظوظ المغرب في تجاوز كوريا تبلغ نحو 68%، بالنظر إلى تفوقه في معدلات التمرير الناجح بنسبة 84%، مقابل 77% فقط للمنتخب الكوري. كما تُظهر الإحصائيات أن المنتخب المغربي يسجل معدل 2.3 هدف في المباراة الواحدة، مقابل 1.4 فقط لكوريا الجنوبية. ومع ذلك، تحذر التقارير ذاتها من نقاط ضعف في الكرات الثابتة والدفاع العرضي، التي يمكن أن تشكل تهديدًا في حال غياب التركيز.
وفي حال نجح أشبال الإطار الوطني "محمد وهبي" في تجاوز محطة كوريا الجنوبية، فإنهم سيواجهون في دور الربع الفائز من مواجهة إيطاليا والولايات المتحدة، وهما منتخبان يختلفان كليًا في الأسلوب. عدد من المتابعين للبطولة، يرون أن مواجهة إيطاليا تمثل تحديًا تكتيكيًا كبيرًا للمغرب، إذ تعتمد بحسبهم على الصلابة الدفاعية وغلق المساحات، في حين أن مواجهة أمريكا ستكون أكثر انفتاحًا هجوميًا، وهو ما يتماشى مع أسلوب لعب المنتخب الوطني السريع والمباشر. وتقدّر بعض التحليلات الرقمية أن فرص المغرب في العبور إلى نصف النهائي تصل إلى 45% أمام إيطاليا، و52% أمام أمريكا، بناءً على نسب الاستحواذ ونجاعة الهجمات المرتدة التي يتقنها المنتخب المغربي.
على الجانب الآخر من نفس الجهة من الجدول، تشهد الأدوار الإقصائية مواجهتين قويتين تجمعان بين فرنسا واليابان من جهة، والباراغواي والنرويج من جهة أخرى. وسيلتقي الفائزان من هاتين المواجهتين في دور الربع، على أن يواجه المنتصر منهما في نصف النهائي الفائز من مسار المغرب، ما يعني احتمال مواجهة المغرب في المربع الذهبي لأحد المنتخبات الأوروبية أو الآسيوية الكبرى، وفي مقدمتها فرنسا أو اليابان.
ويرى عدد من المحللين أن هذا المسار "هو الأصعب من نوعه في البطولة"، لكنه في المقابل سيمنح الأشبال فرصة لإثبات مكانته بين كبار اللعبة عبر العالم، مشددين على أن المنتخب المغربي أضحى يمتلك هوية لعب واضحة، قائمة على التنظيم الدفاعي المتوازن والتحول السريع، وهو ما يجعله قادرًا على مواجهة أي خصم مهما كان اسمه دون أي مركب نقص، تماما كما حصل خلال مواجهة إسبانيا وبعدها البرازيل.
من جهة أخرى، تُبرز إحصائيات حديثة أن المنتخب المغربي يُعد من بين أفضل خمسة منتخبات في البطولة من حيث متوسط دقة التمريرات وعدد التسديدات على المرمى، وهو ما يعكس تطورًا ملحوظًا في الأداء الجماعي. غير أن بعض التقنيين يؤكدون على ضرورة تحسين الفعالية أمام المرمى واستثمار الكرات الثابتة، وهي نقاط قد تكون حاسمة في المباريات الإقصائية.
عدد من المتتبعين لمونديال "الشيلي" يؤكدون أن المنتخب المغربي يمتلك كل المقومات للذهاب بعيدًا في هذه البطولة العالمية، شريطة التعامل بذكاء مع كل محطة على حدة، مشددين على أن تخطي عقبة كوريا الجنوبية سيكون المفتاح الحقيقي للحلم، وأن العبور من ربع النهائي سيمنح اللاعبين ثقة إضافية لمواجهة كبار العالم.
وعموما، إذا ما حافظ "الأشبال على روحهم القتالية وأدائهم الجماعي الذي ميزهم في الأدوار السابقة، فإن بلوغ النهائي لم يكون أبدا احتمالًا بعيد المنال، بل هدفًا واقعيًا يقترب مع كل خطوة ناجحة يقطعها هذا الجيل الذهبي نحو اعتلاء منصة التتويج العالمي.