وزارة برادة تنجح في إقناع الكتبيين ببيع كتب مدارس الريادة بأسعار "زهيدة" للمغاربة

نجحت وزارة التربية الوطنية، في إقناع رابطة الكتبيين ببيع كتب مدارس الريادة بأسعارها الزهيدة، التي أثارت جدلا واسعا منذ إعلانها قبل بداية موسم الدخول المدرسي 2025/2026، حيث كانت الوزارة قد حددت أثمان هذه المقررات في مبالغ غير مسبوقة لا يتجاوز سعر بعضها أربعة دراهم، فيما يبلغ أعلى ثمن ستة عشر درهما، الأمر الذي اعتبره المهنيون غير كاف لتغطية حتى تكاليف الطباعة والتوزيع، قبل تلويحهم بمقاطعة بيع هذه الكتب، قبل أن تتدخل الوزارة وتفتح باب الحوار معهم.
وعقدت رابطة الكتبيين المغاربة اليوم الثلاثاء اجتماعا مع مديرية المناهج، خلص إلى اتفاق يقضي بقبول بيع هذه المقررات لأول مرة داخل المكتبات، مع تحميل الناشرين مسؤولية التوزيع عبر مختلف ربوع المملكة، وعدم ترك أعباء النقل والبحث عن الكتب على عاتق الكتبيين، كما وعدت المديرية بتدارك النقص الحاصل في بعض العناوين الخاصة بالمدارس الخصوصية في أجل لا يتجاوز 48 ساعة، بعدما أكدت الرابطة أن هذه المعضلة باتت تشكل أولوية ملحة داخل السوق.
وأوضحت وزارة برادة أن أسعار الكتب المخصصة لمدارس الريادة غير قابلة للتغيير لأنها مضمنة في دفاتر التحملات التي خضع لها الناشرون في إطار صفقة عمومية، وأن المنافسة القوية بين هؤلاء هي التي دفعت إلى نزول الأثمان إلى مستويات غير مسبوقة، مؤكدة في المقابل أنها تواصلت مع دور النشر بشكل استعجالي لتسريع عملية توفير العناوين المطلوبة، مع التشديد على أن دفتر التحملات يلزم الناشرين بضرورة التوزيع المباشر للمكتبات، تجنبا لحدوث أي فراغ قد تستغله السوق السوداء.
وشدد الكتبيون من جهتهم على ضرورة احترام هوامش الربح الخاصة بهم، حتى وإن كانت ضئيلة، معتبرين أن نجاح التجربة مرهون بمدى التزام الناشرين بتحمل مسؤولياتهم كاملة، معتبرين أن هذا الاتفاق يشكل خطوة مهمة لحماية الموسم الدراسي وضمان وصول الكتب إلى التلاميذ في الوقت المناسب، دون أن يدفع المهنيون ثمن سياسات لا تعنيهم بشكل مباشر.
وبهذا الاتفاق يكون الجدل الذي رافق انطلاقة التجربة قد وجد طريقه نحو التهدئة، بعد أن نجحت الوزارة في تبديد مخاوف الكتبيين وإقناعهم بأن المشروع يشكل رهانا استراتيجيا لتعميم نموذج مدارس الريادة وتوفير مقرراتها لكل أبناء المغاربة بأسعار رمزية، مع المحافظة على توازن السوق وضمان استمرارية مهنة الكتبيين.