الجزائر تطلق دعوى وساطة مثيرة للسخرية بين المغرب والبوليساريو!

في تصريح جديد، يبدو أن الجزائر قررت أن تضع نفسها في "دور الوسيط الحكيم" بين المغرب وجبهة البوليساريو، رغم كونها الجهة الداعمة الرئيسية لهذه الجبهة منذ عقود، مما يجعل "الحياد" الذي تدعيه في موقفها مثيرًا للسخرية.
وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أعلن أن الجزائر مستعدة لدعم أي مبادرة وساطة بين الطرفين، مشيرًا إلى أنها ستعمل في إطار الأمم المتحدة، بشرط أن تكون "موافقة لثوابت الحل العادل والدائم"، التي تتضمن، كما قال، القرار الأخير لمجلس الأمن، والذي يعبر عن انحياز غير مباشر للموقف المغربي، وفق تعبيره.
لكن المفارقة تكمن في أن الجزائر، التي تتحدث عن "وساطة"، هي ذاتها التي لطالما دعمت البوليساريو بكل الوسائل الممكنة، من الأسلحة إلى التمويل. هذا الدعم المتواصل لجبهة انفصالية يكلف الجزائر أموالًا طائلة، في وقت تعاني فيه من أزمة اقتصادية داخلية، مما يجعل من الحديث عن "المسؤولية الإقليمية" مجرد أداة سياسية فارغة.
عطاف، في تصريحه الأخير، ذكر أن ملف الصحراء "لم يُطوى" وأنه ما زال مطروحًا أمام الأمم المتحدة. لكن، من وجهة نظر العديد، كان ينبغي للجزائر أن تركز أكثر على تحسين وضعها الداخلي بدلاً من استنزاف مواردها في دعم نزاع لن يجلب لها سوى المزيد من العزلة الدولية.
وفي الوقت الذي كانت فيه الجزائر تشيد بـ"مساعيها للوساطة"، جاء قرار مجلس الأمن الذي أكّد على أن الحكم الذاتي هو الحل "الأكثر واقعية"، مما يعكس انقسام المجتمع الدولي حول القضية. وربما تكون الجزائر قد أخطأت الحساب عندما ظنّت أن تصريحاتها ستقنع الجميع بأنها "الطرف المحايد" في نزاع طالما كانت هي فيه الطرف المساند لجبهة البوليساريو.
من يراقب هذا المشهد يرى أن الجزائر، التي تخسر الملايين على دعم البوليساريو، تبدو كمن يحاول أن يظهر بمظهر "الوسيط النزيه"، بينما الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك.