الرياضة تكشف سرًا جديدًا في السيطرة على الصداع النصفي

أظهرت دراسات طبية حديثة أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تسهم بشكل فعّال في الحد من نوبات الصداع النصفي، وهو اضطراب عصبي مزمن يسبب صداعًا شديدًا ونابضًا، غالبًا ما يصاحبه غثيان وحساسية مفرطة تجاه الضوء أو الصوت. ويعاني ملايين الأشخاص حول العالم من هذه الحالة التي تُعد منهكة، إذ تعيق أنشطتهم اليومية وتؤثر على جودة حياتهم.
وأكد خبراء الصحة أن التمارين الهوائية مثل المشي السريع، السباحة أو ركوب الدراجات، تساعد على تقليل عدد النوبات بمرور الوقت، من خلال تنظيم تدفق الدم وتحسين توازن النواقل العصبية المرتبطة بالصداع مثل السيروتونين والإندورفين. كما بيّنت الدراسات أن حتى الأنشطة المعتدلة إذا تمت بشكل منتظم، تُحدث فارقًا واضحًا في تخفيف الأعراض.
ومن ناحية أخرى، أوضح الباحثون أن الرياضة لا تقلل فقط من تكرار الصداع النصفي، بل تخفف أيضًا من شدته، إذ يعزز النشاط البدني إفراز المواد الطبيعية المسكنة للألم في الجسم، ويقوي قدرة المصاب على مواجهة التوتر الذي يُعد من أبرز مسببات النوبات. ومع مرور الوقت، يصبح التحكم بالأعراض أكثر سهولة، مما يتيح للمصابين مواصلة حياتهم اليومية بشكل طبيعي.
وعلى الرغم من أن الأدوية الوقائية تمثل خيارًا مطروحًا، إلا أن الدراسات قارنت بين فعاليتها والتمارين الرياضية لتخلص إلى أن ممارسة الرياضة المعتدلة ثلاث مرات أسبوعيًا، ولمدة تتراوح بين 30 و40 دقيقة، قد تحقق نتائج مقاربة دون التعرض لآثار جانبية محتملة. إضافة إلى ذلك، تسهم الرياضة في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وضبط الوزن، وتعزيز النوم الجيد، وكلها عوامل غير مباشرة في الحد من الصداع النصفي.
وشدد الأطباء على أهمية اتباع نهج شخصي ومدروس عند ممارسة الرياضة، إذ ينبغي تحديد المحفزات الفردية التي قد تثير النوبات، والالتزام بروتين ثابت معتدل بدلاً من التمارين المكثفة المتقطعة، مع تفضيل ممارستها في أوقات وأماكن مناسبة لتجنب الإرهاق. كما أن دمج اليوجا وتمارين التنفس يُعزز من فعالية النشاط البدني ويزيد من فرص السيطرة على الصداع النصفي بشكل أفضل.