السيمو تسائل وزير الداخلية عن إجراءات الحد من ظاهرة إغراق مدن الشمال بالمختلين عقليا

وجهت النائبة البرلمانية عن فريق التجمع الوطني للأحرار، زينب السيمو، سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، تطالبه من خلاله بالكشف عن الإجراءات والتدابير التي تعتزم وزارته اتخاذها للحد من تفاقم ظاهرة انتشار المختلين عقليا والمرضى النفسيين في مدن شمال المملكة.
وأبرزت السيمو في مراسلتها أن الشوارع العمومية بعدد من المدن المغربية، خاصة الكبرى والمتوسطة منها، تعرف حضورا لافتا للمختلين عقليا، الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا لأمن المواطنين وسلامتهم الجسدية، ويعطي في الآن ذاته انطباعا سلبيا حول الجهود المبذولة من أجل إشاعة الطمأنينة في الفضاء العام.
وأشارت البرلمانية إلى أن الوضع يزداد خطورة في مدن الشمال، مستشهدة بما وقع مؤخرا في مدينة القصر الكبير، حيث تعرض أحد المواطنين لهجوم مباغت من طرف شخص مختل عقليا، وهي الحادثة التي انتهت بوفاة الضحية وسط الشارع العام، مخلفة حالة من الرعب والاستنكار في صفوف الساكنة.
وأكدت السيمو أن هذه الظاهرة لم تعد مجرد حالات معزولة، بل باتت متكررة وتثير الكثير من القلق لدى الأسر التي تخشى على أبنائها من الاعتداءات المفاجئة، داعية وزارة الداخلية إلى تحمل مسؤوليتها في التنسيق مع باقي القطاعات المعنية، خصوصا وزارة الصحة، من أجل إيجاد حلول عملية ومستدامة تضمن التكفل الطبي والنفسي بهذه الفئة، وحمايتها في الوقت ذاته من الانزلاق إلى مسارات خطيرة قد تدفعها إلى ارتكاب جرائم غير متوقعة.
كما شددت المتحدثة على ضرورة وضع استراتيجية متكاملة تتضمن تعزيز البنيات الاستشفائية الموجهة للمرضى النفسيين والعقليين، وإعادة النظر في المقاربة الأمنية المرتبطة بتدبير هذه الظاهرة في الفضاءات العمومية، حتى لا تتحول بعض المدن إلى بؤر للخوف وعدم الاستقرار، قبل أن تختم بالتأكيد على أن حماية أرواح المواطنين تظل أولوية قصوى، وأن هذا الملف يستدعي تدخلا عاجلا من قبل السلطات المختصة.