المكسرات… سلاح طبيعي لإبطاء الشيخوخة ودعم الصحة
أظهرت أبحاث علمية حديثة أن تناول المكسرات بانتظام لا يقتصر على كونها وجبة خفيفة مشبعة بالطاقة، بل يمثل وسيلة فعالة لتعزيز الصحة العامة وإبطاء مظاهر التقدم في العمر. دراسة إسبانية حديثة نُشرت في مجلة "Antioxidants" كشفت أن تناول 25 غراماً من الفول السوداني المحمص بقشرته يومياً لمدة ستة أشهر ساعد مجموعة من الشباب الأصحاء على الحفاظ على طول التيلوميرات، وهي الأجزاء الطرفية من الكروموسومات المسؤولة عن حماية المادة الوراثية.
ومن خلال هذا الاكتشاف، أكد خبراء التغذية أن المكسرات تُعد من الأغذية الغنية بالعناصر المضادة للأكسدة والدهون الصحية والمغذيات الأساسية، ما يجعلها جزءاً مهماً من أي نظام غذائي متوازن. ومع أنها لا تغني عن النوم الجيد أو النشاط البدني، إلا أنها تسهم بفعالية في تقليل الالتهابات وتعزيز حيوية الجسم على المدى الطويل.
وتختلف فوائد المكسرات باختلاف أنواعها؛ فالجوز غني بأحماض أوميغا 3 النباتية التي تدعم مرونة الأوعية الدموية، فيما يوفر اللوز فيتامين E والمغنيسيوم المفيد لصحة الجلد وتوازن الدهون. أما الفستق فيحتوي على الكاروتينويدات الضرورية لحماية العين، في حين يدعم البندق صحة القلب والقدرات الإدراكية. ويُعرف الكاجو بغناه بالنحاس والزنك، بينما يُعتبر الجوز البرازيلي المصدر الأهم للسيلينيوم. ويبرز الصنوبر بتركيز عالٍ من المعادن والفيتامينات، أما الفول السوداني، رغم كونه بقولياً، فيصنف غذائياً كمكسرات ويحتوي على مركبات تعزز الدورة الدموية والطاقة.
ورغم هذه الفوائد الكبيرة، شدد الباحثون على ضرورة الانتباه إلى الكميات اليومية المستهلكة، إذ إن المكسرات مرتفعة السعرات الحرارية. الكمية الموصى بها للبالغين الأصحاء هي نحو 30 غراماً يومياً، ويمكن أن تصل إلى 50 أو 60 غراماً للأشخاص النشطين وذوي الوزن الطبيعي. أما الأطفال أو من يعانون من السمنة، فيُفضل ألا تتجاوز حصتهم 15 إلى 20 غراماً يومياً.
وبالإضافة إلى ذلك، ينصح الأطباء بتخصيص الحصة الغذائية بشكل فردي في حال وجود أمراض في الجهاز الهضمي أو حساسية غذائية، حتى يستفيد الشخص من الفوائد القصوى للمكسرات دون التعرض لأي مضاعفات صحية محتملة.
