انتشار "ثآليل الغزلان" يثير قلقاً واسعاً في الولايات المتحدة

شهدت عدة ولايات أميركية في الأسابيع الماضية تداول صور صادمة لغزلان تحمل أوراماً لحمية وفقاعات جلدية ضخمة على وجوهها وأجسادها، ما أثار مخاوف من ظهور مرض جديد يهدد الحياة البرية.
ووفق هيئات حماية البيئة، فإن هذه الحالات تعود إلى إصابة الغزلان بمرض فيروسي يُعرف باسم التليف الليفي الجلدي أو "ثآليل الغزلان"، والناجم عن فيروس من عائلة الورم الحليمي (Papillomaviruses)، وهي المجموعة نفسها التي تصيب البشر وتسبب الثآليل وبعض أنواع السرطان. لكن العلماء يؤكدون أن الفيروس خاص بالغزلان ولا ينتقل إلى الإنسان، رغم أن الحشرات الناقلة له مثل البعوض والقراد قادرة على نقل أمراض أخرى للبشر، أبرزها مرض لايم.
وتظهر الثآليل بأحجام مختلفة تبدأ صغيرة بحجم حبة البازلاء وقد تكبر لتصل إلى حجم كرة قدم، وغالباً ما تكون رمادية أو داكنة اللون وخالية من الشعر. وعلى الرغم من مظهرها المخيف، فإنها نادراً ما تكون قاتلة، إذ غالباً ما يتغلب جهاز مناعة الغزال عليها لتتلاشى تدريجياً. غير أن بعض الحالات قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا حجبت الرؤية أو أعاقت الحيوان عن الأكل.
ويرى خبراء الحياة البرية أن التغير المناخي أسهم في تفاقم انتشار هذه الأمراض، مع ارتفاع درجات الحرارة وتكاثر الحشرات الناقلة لها في مناطق جديدة. كما حذّر أطباء بيطريون من أن العدوى قد تنتقل أيضاً عبر الاحتكاك المباشر بين الغزلان، سواء في أماكن التغذية أو عند استخدام الأشجار خلال موسم التزاوج.
اللافت أن الظاهرة لم تقتصر على الغزلان فقط، إذ رُصدت إصابات مشابهة لدى الأرانب والسناجب في بعض الولايات الأميركية هذا العام، ما زاد المخاوف من اتساع رقعة هذه الأمراض في الحياة البرية بالبلاد.