جدل الإعلام العمومي يعود إلى الواجهة..هل أخفقت سناء رحيمي في تقديم برنامج القناة الثانية؟

أكتوبر 4, 2025 - 12:40
 0
جدل الإعلام العمومي يعود إلى الواجهة..هل أخفقت سناء رحيمي في تقديم برنامج القناة الثانية؟

اختارت القناة الثانية "دوزيم" تقديم برنامج خاص لمتابعة وتحليل الأحداث التي تشهدها الساحة المغربية في الآونة الأخيرة. البرنامج جاء بصيغة جيدة واحتوى على ضيوف متميزين جمعوا بين المعرفة الأكاديمية والنضال السياسي. لكن، هناك نقطة سلبية تسجل ضد القناة تتعلق بعدم استدعاء ممثلي "جيل زد"، ربما لأنهم ما زالوا غير معروفين بشكل واسع.

بشكل عام، الفكرة كانت جيدة ويمكن اعتبارها نقطة ضوء تحسب للقناة، إلا أن طريقة التقديم حجبت هذا الضوء. للأسف، لم يكن التقديم في الموعد ولم يساهم في تهدئة الأوضاع أو إثراء النقاش كما كان متوقعًا. بل على العكس، كانت الصحفية سناء رحيمي، بعيدة عن مستوى الضيوف فكريًا. فقد بدت ضعيفة في معالجتها للمناقشات مقارنة بمستوى الضيوف.

سناء رحيمي لم تكن في قمة تركيزها هذه المرة، حيث لم تترك للضيوف فرصة لاستكمال أفكارهم. بل كانت تدير الحوار بطريقة مستفزة في بعض الأحيان، ولم تمنح المشاهدين الفرصة للاستمتاع بتحليل الأستاذ اليحياوي أو السماح لوسيط المملكة حسن طارق بعرض أفكاره بوضوح. وكأن الهدف من الحلقة كان يتلخص في دغدغة المشاعر أكثر من تقديم تحليل فكري هادف. فهل كان هناك أهداف أخرى غير طرح قضية الساعة بهذه الطريقة؟

هذه الأخطاء الإعلامية تتبع خطأ آخر وقعت فيه الإعلامية رحيمي، عندما ذكرت خلال نشرة إخبارية بمناسبة عيد الشباب أن جلالة الملك محمد السادس بلغ 72 سنة، بينما جلالته يبلغ في الواقع 62 سنة فقط. ورغم أن البعض اعتبرها زلة لسان، إلا أن هذا الخطأ كان بمثابة جرس إنذار بضرورة تجديد الطاقات الإعلامية، خاصة في القنوات العمومية.

برنامج الأمس أكد بشكل واضح ضرورة أن تفتح القناة الثانية الباب أمام الشباب وتمنح الفرصة للمواهب الجديدة لتجديد أسلوبها الإعلامي ومواكبة التحولات الاجتماعية والسياسية التي يشهدها المغرب. من الضروري تعزيز الإعلام العمومي بالاستعانة بصحفيين مهنيين يمتلكون الكفاءة والجدية في عملهم، ويكونون قادرين على التعامل مع التحديات والأحداث الكبرى التي تمر بها المملكة بمسؤولية وضمير مهني، بعيداً عن السعي وراء "البوز" والخطابات الشعبوية.