دبلوماسي بريطاني: انتهى زمن “البوليساريو” ولهذا يستحق مقترح الحكم الذاتي المغربي دعماً دولياً

نوفمبر 8, 2025 - 12:35
 0
دبلوماسي بريطاني: انتهى زمن “البوليساريو” ولهذا يستحق مقترح الحكم الذاتي المغربي دعماً دولياً

قدم الدبلوماسي البريطاني السابق إدموند فيتون-براون، قراءة واضحة لمستقبل قضية الصحراء المغربية في ضوء التطورات الأخيرة داخل مجلس الأمن، مؤكدا أن الزمن السياسي لجبهة البوليساريو انتهى، وأن العالم بات يقترب أكثر من تبني الحل الواقعي الذي يقترحه المغرب منذ سنوات، والمتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية.

ويشير فيتون-براون إلى أن قرار مجلس الأمن الأخير، الذي صاغته الولايات المتحدة وصوت لصالحه الأعضاء الدائمون، أعاد التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي تظل الإطار الأكثر جدية ومصداقية لحل النزاع، وهو ما اعتبره الدبلوماسي البريطاني أول اعتراف دولي صريح بوجاهة الموقف المغربي المستمر منذ انسحاب إسبانيا سنة 1975، حيث يرى المتحدث أن هذا التحول الدولي لم يأت من فراغ، بل نتيجة تراكم سياسي أثبت أن المقاربة المغربية هي الوحيدة القادرة على ضمان الاستقرار والتنمية في المنطقة.

ويبرز المقال أن المقترح المغربي يمنح الأقاليم الجنوبية صلاحيات تنفيذية وتشريعية وقضائية واسعة، مع احتفاظ الدولة بالإشراف على الملفات السيادية مثل الدفاع والشؤون الخارجية والشؤون الدينية، إذ يعتبر براون أن هذه الصيغة المتوازنة تمثل حجر الأساس لبناء سلام دائم، كما يمكن أن تفتح الباب أمام مصالحة تاريخية بين المغرب والجزائر، في ظل وساطة أمريكية نشطة يشرف عليها مبعوث الرئيس ترامب.

وفي تقييمه لجبهة البوليساريو، شدد فيتون-براون على أن استمرارها بات عبئا سياسيا وأمنيا على المنطقة، بالنظر إلى ارتباطها بالدعم الإيراني والجزائري، واستخدامها أساليب تتعارض مع القانون الدولي، من بينها تجنيد الأطفال وتنفيذ هجمات تستهدف المدنيين المغاربة، كما أشار إلى تقارير تحدثت عن توفير إيران طائرات مسيرة للجبهة وتدريب عناصرها على يد “حزب الله”، ما يجعلها، بحسبه، نموذجا جديدا لتدخلات طهران المزعزعة للاستقرار في العالم العربي.

ويضع الدبلوماسي البريطاني هذه المعطيات في سياق نهضة اقتصادية يعيشها المغرب، مؤكدا أن المملكة أصبحت في مسار واضح نحو التحول إلى قوة اقتصادية ناشئة بحلول 2035، وأنها تستعد لاحتضان أكبر التظاهرات الرياضية في القارة والعالم، من بينها كأس أمم إفريقيا نهاية السنة الجارية وكأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، كما يرى فيتون-براون أن إنهاء هذا النزاع بشكل نهائي سيمنح المغرب “عائد سلام” كبيرا، يعزز النمو الاقتصادي ويقوي الشراكات الدولية، وعلى رأسها العلاقات المتينة بين الرباط ولندن.

ويخلص الدبلوماسي البريطاني إلى أن اللحظة الحالية تمثل فرصة تاريخية للمجتمع الدولي من أجل دعم حل واقعي وعملي يضمن الاستقرار الإقليمي ويعيد الاعتبار لمبادرة الحكم الذاتي بوصفها الإطار الوحيد القابل للتطبيق، أما البوليساريو، فيؤكد فيتون-براون أنها فقدت أي مبرر لوجودها، وأن المستقبل لن يكون إلا للحلول التي تبنى على الشرعية الدولية والحكمة السياسية، وهي المعادلة التي يجسدها المقترح المغربي بوضوح.