طعامك يكشفك... كيف تُسبب بعض الأطعمة روائح كريهة للجسم دون أن تدري؟

كشف خبراء الصحة أن بعض الأطعمة التي نتناولها يومياً قد تكون السبب الخفي وراء صدور روائح كريهة من الجسم أو الفم، نتيجة تفاعلات بيولوجية تحدث داخل الأمعاء والجلد، تؤدي إلى إفراز مركبات كيميائية تُغير رائحة العرق والنفس. هذه النتائج سلطت الضوء على دور النظام الغذائي في التأثير على رائحة الجسم، حتى دون وجود مشكلات صحية ظاهرة.
وأوضح فريق من الباحثين، منهم لينا بيجداش من جامعة نيويورك، أن المركبات الكبريتية الموجودة في بعض الأطعمة، مثل البروكلي، القرنبيط، الكرنب، البصل، والثوم، تُفرَز عبر الجلد بعد الهضم، وتتفاعل مع بكتيريا الجلد لتُنتج روائح مزعجة قد تستمر لساعات. كما أن تناول الهليون قد يؤدي إلى تغيّرات ملحوظة في رائحة البول والعرق بسبب حمض خاص يحتوي عليه.
وبحسب الخبراء، تزداد المشكلة مع تناول اللحوم والأسماك، التي تطلق مركبات مثل "ثلاثي ميثيل أمين"، المعروف برائحته القوية، وقد يؤدي لدى بعض الأشخاص إلى حالة طبية نادرة تُعرف بـ"متلازمة رائحة السمك". كذلك، يمكن أن يتسبب اتباع نظام الكيتو الغذائي، الغني بالدهون والمنخفض بالكربوهيدرات، في صدور رائحة فم تشبه المعدن نتيجة تحوّل الجسم إلى حالة تُعرف بالكيتوزية.
في المقابل، لا يُنصح بالامتناع عن تناول هذه الأطعمة، نظراً لقيمتها الغذائية، بل بتبني استراتيجيات بسيطة للتقليل من تأثيرها، من أبرزها شرب كميات كافية من الماء، وتناول أطعمة غنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي لتحسين توازن البكتيريا، إلى جانب المحافظة على النظافة الشخصية اليومية، خاصة غسل الأسنان والاستحمام المنتظم.
ويؤكد الأطباء أن الوعي الغذائي هو الحل الأمثل لتفادي الإحراج الناتج عن رائحة الجسم، حيث يمكن لكل شخص التمتع بتغذية سليمة دون أن تؤثر على مظهره الاجتماعي، وذلك من خلال معرفة الأطعمة المؤثرة وكيفية موازنتها مع العادات الصحية اليومية.