"عرّاب الذكاء الاصطناعي" يحذر: التقنية قد تهدد بقاء البشر ما لم نتعامل معها بحذر

أثارت تصريحات جديدة للعالم البريطاني الكندي جيفري هينتون، المعروف بلقب "عرّاب الذكاء الاصطناعي" والحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2024، جدلاً واسعاً بشأن مستقبل هذه التقنية ومخاطرها المحتملة على البشرية.
وخلال مشاركته في مؤتمر Ai4 لصناعة الذكاء الاصطناعي بمدينة لاس فيغاس الأمريكية، حذّر هينتون من أن الأنظمة الذكية قد تطور أهدافاً فرعية تشكل تهديداً للإنسان، مثل السعي للبقاء والسيطرة. وأوضح أن ما يقلقه هو قدرة هذه الأنظمة على التأثير في البشر بأساليب إغوائية، مشبهاً ذلك بكيفية إغراء الأطفال بالحلوى، مشيراً إلى تجارب أظهرت محاولات بعض النماذج الافتراضية ابتزاز مهندسين بعد تحليل بريدهم الإلكتروني.
وطرح هينتون مقاربة غير مألوفة، داعياً إلى برمجة الذكاء الاصطناعي بما يشبه "غريزة الأمومة"، بحيث يهتم بالبشر كما تفعل الأمهات مع أطفالهن. وقال: "العلاقة الوحيدة المعروفة التي يتحكم فيها كائن أقل وعياً بآخر أكثر ذكاء هي علاقة الطفل بأمه"، مؤكداً أن غرس هذه الغريزة قد يكون سبيلاً للحد من تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى خطر على الإنسان.
غير أن هذه الطروحات لم تلق إجماعاً، إذ عارضتها العالمة في-في لي، الملقبة أيضاً بـ"عرّابة الذكاء الاصطناعي"، معتبرة أن التوجه غير سليم، ومشددة على أن جوهر تطوير التقنية يجب أن يقوم على المسؤولية الإنسانية والأخلاقية دون التخلي عن كرامة الإنسان أو تفويض مصيره للآلات.
وأشار هينتون إلى أن غالبية الخبراء يتوقعون أن تتجاوز قدرات الذكاء الاصطناعي قدرات العقل البشري خلال فترة تتراوح بين 5 و20 عاماً، وربما في وقت أقرب. واعتبر أن التعامل مع أنظمة أكثر ذكاء من البشر سيجعل السيطرة عليها شبه مستحيلة، مستشهداً بمثال موظف مكلف برعاية أطفال أذكياء سرعان ما يتجاوزون سلطته.
ورغم هذه المخاوف، أكد هينتون أن للذكاء الاصطناعي فوائد ملموسة، خصوصاً في مجال الرعاية الصحية، حيث يمكنه تسريع تشخيص الأمراض عبر تحليل الأشعة الطبية وسجلات المرضى. لكنه استبعد أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من وقف الشيخوخة أو تحقيق الخلود، معتبراً أن إطالة عمر الإنسان لمئتي عام قد تكون كارثة اجتماعية أكثر من كونها تقدماً علمياً.