غزو من "الدعسوقيات" يجتاح منازل البريطانيين استعداداً للشتاء

أكتوبر 8, 2025 - 18:05
 0
غزو من "الدعسوقيات" يجتاح منازل البريطانيين استعداداً للشتاء

شهدت مناطق سكنية متعددة في بريطانيا خلال الأيام الماضية غزواً غير مألوفاً لأسراب من الخنافس المنقطة "الدعسوقيات"، التي غطّت الجدران والنوافذ واقتحمت غرف المعيشة والنوم، مثيرة حالة من الهلع بين السكان الذين شاركوا مقاطع مصوّرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوثيق الظاهرة.

وقالت إحدى السيدات في مقطع على "تيك توك": "هل تعرّض أحدكم لغزو من الخنافس اليوم؟"، فيما وصفت مستخدمة أخرى المشهد قائلة: "منزلي يعج بالخنافس… لم أر شيئاً كهذا من قبل".

وفي تفسير علمي للظاهرة، أوضح البروفيسور تيم كولسون، عالم الأحياء في جامعة أوكسفورد، لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن هذه الحشرات تبحث عن مأوى دافئ استعداداً لفصل الشتاء، حيث تدخل في حالة تُعرف بـ"السبات الشتوي"، تُبطئ خلالها عملية الأيض للحفاظ على الطاقة. وأضاف أن الدعسوقيات تميل إلى الاحتماء في الأماكن التي توفّر الدفء والأمان مثل لحاء الأشجار أو أكوام الأوراق الجافة، لكنها في بعض الأحيان تجد طريقها إلى المنازل.

وأشار كولسون إلى أن هذه الحشرات تُعرف باسم "الخنافس المتجمعة"، إذ عندما تعثر إحداها على مكان مناسب، تُطلق مادة كيميائية تُسمّى "الفيرومون" تجذب المزيد من الخنافس إلى الموقع نفسه، ما يؤدي إلى تكدس مئات أو آلاف منها في بقعة واحدة.

من جهتها، دعت البروفيسورة هيلين روي من المركز البريطاني للبيئة والهيدرولوجيا السكان إلى التعامل برفق مع الدعسوقيات، مؤكدة أنها غير مؤذية، وقالت: "إذا دخلت الخنافس منازلكم بأعداد كبيرة، لا تقتلوها، بل اجمعوها بلطف وضعوها في صندوق صغير داخل المرآب أو المخزن حتى انتهاء الشتاء".

ورغم حالة الخوف التي سادت بين بعض السكان، رأى آخرون أن الظاهرة تُجسّد جمال التوازن البيئي، إذ لا تشكّل هذه الخنافس أي خطر على الإنسان، بل تُعتبر جزءاً من دورة الطبيعة التي تستعد للبرد بأسلوبها الفريد.