أوراق ميرتس للحد من هجرة الشبان الأوكرانيين إلى ألمانيا

لم يتخذ االحزب الاشتراكي الديمقراطي شريك التحالف المسيحي في الائتلاف الحكيمي حتى الآن موقفا واضحا في هذا الجدل. قال رالف شتيغنر، عضو البوندستاغ عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في حوار مع DW إنه يجد صعوبة في مطالبة الشباب الأوكراني بالخدمة العسكرية في بلادهم. "الأهم هو أن نساهم جميعا في إنهاء هذه الحرب في أقرب وقت ممكن. يبدو لي أن هذا أهم من النظر إلى التحول في سياسة الهجرة التي غالبا ما تكون خلفية لمثل هذه النقاشات". وتابع شتيغنر "يجب أن نعامل أولئك الذين يأتون إلينا كلاجئي حرب على سبيل المثال معاملة معقولة".
ما هي نوايا ميرتس؟
يقول ستيفان مايستر من الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية في برلين إن أحد أسباب نداء ميرتس الموجه إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي هو هدف الحكومة الألمانية الذي يتمثل في الحد من الهجرة إلى ألمانيا. ويراقب المستشار الألماني بقلق مغادرة الشباب الذين تحتاجهم أوكرانيا لبلدهم. لكنه يحرص أيضا على الوفاء بوعوده الانتخابية.
وهذا لا ينطبق على الأوكرانيين فقط. إن هدف الحد من الهجرة هو جزء من نقاش شامل حول اللاجئين والمهاجرين في ألمانيا. وقد استقبلت ألمانيا إجمالا "أكثر من مليون أوكراني وأوكرانية" وهو رقم "يشكل عبئا ملموسا على النظام الألماني"، حسب مايستر. لكن مايستر يشير في هذا السياق إلى أن المستشار الألماني يمارس "شكلاً من أشكال الشعبوية" ويشير إلى أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي يضغط على حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في هذا النقاش.
كما يفسر بعض الخبراء الإصلاح الحالي لنظام الدخل الأساسي على أنه رسالة إلى مجموعات الناخبين المحتملين لحزب البديل من أجل ألمانيا. ومن بين أمور أخرى من المقرر ألا يحصل اللاجئون الأوكرانيون الذين وصلوا إلى ألمانيا منذ الأول من أبريل/ نيسان 2025 على الدخل الأساسي.
وسيتم تعديل استحقاقاتهم لتتوافق مع استحقاقات طالبي اللجوء. وسيحصلون في المستقبل على حوالي 120 يورو أقل شهريا. وكان الأوكرانيون العازبون يحصلون حتى الآن على حوالي 560 يورو شهريا، بالإضافة إلى الإيجار وتكاليف التدفئة والتأمين الصحي. في المستقبل سيتم تخفيض الدعم الحكومي إلى حوالي 440 يورو كما سيتم تقييد الرعاية الطبية.
"ميرتس على حق"، يقول فينفريد شنايدر ديترز، خبير السياسة والكاتب الصحفي الذي يعيش في أوكرانيا وألمانيا. "من الغريب أن يضطر المستشار الألماني إلى تذكير الرئيس الأوكراني بأن الشباب الأوكرانيين مطلوبون هناك قبل إعادة الإعمار بالطبع كجنود".
هل يمكن لألمانيا تقييد دخول الأوكرانيين؟
يعتقد شتيفان مايستر أن نداء المستشار الألماني مرتبط أيضا بحقيقة أن ألمانيا لا تستطيع تقييد دخول الأوكرانيين. فهم يتمتعون بالحق في الإقامة في الاتحاد الأوروبي لمدة تصل إلى 90 يوما في السنة بدون تأشيرة. بالإضافة إلى ذلك منحت أوروبا جميع الأوكرانيين حماية مؤقتة بعد الغزو الروسي بما في ذلك تصريح عمل وهو ترتيب تم تمديده حتى مارس 2027. ويعتقد مايستر أن الزيادة قد تكون موسمية: "يأتي المزيد من الناس في الشتاء ويغادر بعضهم في الربيع".
لم يعلق زيلينسكي على هذا الموضوع حتى الآن. يشك مايستر وشنايدر ديترز في أن كييف ستستجيب لرغبة المستشار الألماني. "سيكون هذا قرارا غير شعبي للغاية في أوكرانيا"، كما يقول مايستر. ويدعو هذا الخبير أوروبا وألمانيا إلى توريد المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا لمساعدة الجيش هناك.
ما رأي الأوكرانيين في ألمانيا؟
تشارك إيرينا شوليكينا، المديرة التنفيذية لمنظمة "فيتش" الأوكرانية غير الحكومية في برلين هذا الرأي. "أوكرانيا بحاجة إلى أشخاص، ولكنها بحاجة أيضا إلى أسلحة. من الأهمية بمكان أن تتوقف الدول الأوروبية بما في ذلك ألمانيا أخيرا عن تمويل حرب روسيا من خلال شراء النفط والغاز"، كما قالت شوليكينا لـ DW . "يجب أن نفهم أيضا عن أي أشخاص نتحدث هنا.
في ألمانيا هناك شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما قد أنهوا دراستهم للتو. وغالبا لا يزال آباؤهم يدفعون تأمينهم الصحي ولا يزالون يتلقون إعانات الأطفال. لماذا يجب أن يتوقف هؤلاء الشباب فجأة عن كونهم أطفالا لمجرد أنهم من أوكرانيا؟ لقد كانت حياتهم حتى الآن تتسم بـ 11 عاما من الحرب منها الأربعة أعوام الأخيرة من الغزو الشامل لروسيا".
تعارض الناشطة أولئك الذين يعتقدون أن الشباب الأوكرانيين سيبقون في الخارج إلى الأبد: "هذا تلاعب. الكثيرون يعودون والكثيرون يخططون للعودة والكثيرون يدرسون ليكونوا مفيدين لبلدهم في المستقبل. التصريحات التي تريد حل المشكلة بالضغط على الأطفال الأوكرانيين ليست خاطئة فحسب، بل هي نفاقية أيضا". أما الصحفي شنايدر ديترز فهو متشكك. فهو لا يعتقد أن معظم الشباب الأوكرانيين سيعودون إلى وطنهم بعد الحرب.