دواء جديد يغيّر مستقبل علاج داء السل ويقلّص مدة الشفاء إلى أشهر أقل

نوفمبر 25, 2025 - 01:05
 0
دواء جديد يغيّر مستقبل علاج داء السل ويقلّص مدة الشفاء إلى أشهر أقل

تؤكد منظمة الصحة العالمية أن مرض السل لا يزال أحد أخطر التحديات الصحية على مستوى العالم، إذ يُعدّ السبب الأول للوفاة بين الأمراض المعدية، وتشير الإحصاءات إلى أن 10.7 ملايين شخص أُصيبوا بالسل خلال العام الماضي، بينما توفي 1.23 مليون شخص جراء المرض، مما يعكس خطورته المستمرة وصعوبة السيطرة عليه في العديد من البلدان.

نتائج واعدة لعقار سورفكويلين الجديد

أعلن باحثون من تحالف مكافحة السل عن نتائج مشجّعة بعد إكمال المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية الخاصة بالمضاد الحيوي الجديد سورفكويلين. شارك في الدراسة 309 متطوعين عبر 22 مركزا سريريا في جنوب إفريقيا، الفلبين، جورجيا، تنزانيا وأوغندا، وقد خضع كل منهم لنظام جرعات مختلف لدراسة التأثيرات العلاجية.

وكشفت النتائج الأولية أن البروتوكول العلاجي الجديد المعروف باسم SPaL — والذي يجمع بين سورفكويلين ودوائي بريتومازيد ولينيزوليد، أثبت فعالية أكبر ضد بكتيريا السل مقارنةً بنظام BPaL الذي يعتمد على عقار بيداكويلين. كما أظهر السورفكويلين قدرة أعلى على مواجهة السلالات التي طوّرت مقاومة واسعة للعلاجات التقليدية.

لماذا يعدّ هذا التطور مهما؟

قبل عشر سنوات، كان المرضى المصابون بالسل المقاوم للأدوية يضطرون إلى الخضوع لعلاج مرهق يمتد إلى 18 شهرا أو أكثر، ومع ذلك لم تتجاوز نسب الشفاء 50%. وبعد إدخال بيداكويلين لاحقا ارتفعت نسب النجاة لتصل إلى 90%، إلا أن ظهور سلالات مقاومة له أعاد القلق إلى الواجهة.

ويأمل الباحثون أن يساهم السورفكويلين في:

رفع معدلات الشفاء بين المرضى

تقليص مدة العلاج بشكل كبير

تقليل الفترة التي يكون فيها المريض ناقلاً للعدوى

ومعالجة الحالات التي أظهرت مقاومة للأدوية الحديثة.

المرحلة الثالثة تبدأ في عام 2026

يستعد العلماء الآن لإطلاق المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في عام 2026، وهي الخطوة الحاسمة التي ستحدّد ما إذا كان الدواء سينتقل إلى مرحلة التسجيل والاستخدام الواسع.

ويعد هذا التطور من أكثر الابتكارات الطبية الواعدة في مجال مكافحة السل خلال السنوات الأخيرة، إذ يجمع بين فعالية عالية وإمكانية تغيير مسار العلاج التقليدي جذريا.