غضب جماهيري وتحذيرات قبل "كان المغرب".. "الركراكي" يتجاهل أبطال العالم ويراهن على لاعبين شارفوا على الاعتزال

أثار إعلان الناخب الوطني وليد الركراكي عن قائمة المنتخب الوطني لوديتي الموزمبيق وأوغندا غضبًا واسعًا بين الجماهير المغربية، ليس فقط بسبب الاستدعاءات غير المفهومة، بل أيضًا بسبب المنهجية التي يبدو أنها تعكس تجاهلًا واضحًا للنجوم الشباب الذين صنعت أسماؤهم الفارق في تتويج المغرب بكأس العالم للشباب تحت 20 سنة.
الركراكي اختار الاعتماد على لاعبين تجاوزوا ذروتهم الكروية أو يعانون انخفاضًا في مستواهم التنافسي، مثل الياميق وغانم سايس، بينما تم تجاهل لاعبين أثبتوا بالفعل جاهزيتهم وأحقيتهم في الانضمام إلى المنتخب الأول. من أبرز هؤلاء، نذكر المدافع الصلب "اسماعيل باعوف" الذي قدم مستويات متميزة خلال المونديال وساهم بشكل مباشر في تتويج الأشبال، والجناح "عثمان معما"، الذي أصبح حديث العالم بعد أداء مبهر شبيه بما قدمه كريستيانو رونالدو في عز توهجه الكروي. كما غاب هداف المونديال "ياسر الزبيري" والمايسترو "ياسر جاسيم" عن القائمة، ما أثار استغرابًا واسعًا بين الجماهير والمحللين على حد سواء.
الصدمة الكبرى جاءت مع تجاهل الظهير الأيسر "سفيان كرواني"، النجم الذي يبصم حاليًا على مستويات وأرقام خرافية في الدوري الهولندي، في مقابل المراهنة على لاعب الرجاء يوسف بلعماري رغم فوارق المنافسة الشاسعة. والأمر نفسه ينطبق على "عمر الهلالي"، الظهير الأيسر لنادي إسبانيول، الذي يقدم مستويات ممتازة في الدوري الإسباني، في حين تم استدعاء "محمد الشيبي" الذي يلعب في الدوري المصري مع بيراميدز، في خطوة اعتبرها الكثيرون تراجعًا عن المعايير الاحترافية، خصوصًا مع الفوارق الكبيرة بين الدوريين.
اختيارات الركراكي غير المفهومة فتحت أبواب التساؤل على مصراعيها، خصوصًا بعد الغياب شبه المؤكد للقائد أشرف حكيمي عن "كان المغرب" بسبب الإصابة الخطيرة التي تعرض لها قبل أيام. السؤال الأبرز الآن: هل سيُرهن الركراكي على مزراوي الذي يعاني من كثرة الإصابات، أم على الشيبي الذي يبقى أداؤه بعيدًا عن زميله الهلالي المستبعد؟
اللافت في الموضوع أن عددًا كبيرًا من المتابعين وضع خيارات الركراكي في مقارنة صريحة مع أسلوب مدرب الأرجنتين "ليونيل سكالوني"، ما كشف فجوة كبيرة في فلسفة إدارة المنتخبات الوطنية. فسكالوني، رغم خسارة منتخب الأرجنتين للشباب أمام المغرب في النهائي الأخير، كافأ الجناح الأيمن بريستياني، واستدعاه لودية أنغولا الشهر الجاري، بينما الركراكي يرى في المتوجين باللقب العالمي "لاعبين مزالين صغار وبدون خبرة"، متجاهلًا أنهم أثبتوا قدرتهم على منافسة كبار القارة والعالم. هذه الفجوة في تقدير اللاعبين وتطوير المواهب قد تُكلف المنتخب المغربي كثيرًا في كأس إفريقيا المقبلة، إذا استمرت سياسة استبعاد اللاعبين المؤهلين لصالح أسماء لا تعكس المستوى المطلوب.
الجمهور المغربي الآن في حالة ترقب شديد، مطالبًا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالتدخل قبل فوات الأوان، خصوصًا وأن هذه القرارات، إذا ما ترافقت مع سوء النتائج أو الأداء الضعيف في البطولة القارية، قد تتسبب لا قدر الله في صدمة كبيرة لجماهير الأسود، التي لن تقبل بغير الفوز باللقب القاري، سيما بعد غياب طال أمده عن منصة التتويج الإفريقية.