قاعدة 30:15 تحقّق نتائج مذهلة في تخفيف آلام الظهر لدى موظفي المكاتب
أثبتت تجربة علمية حديثة أن اعتماد جدول زمني ثابت يجمع بين 30 دقيقة جلوس و15 دقيقة وقوف يُعد أكثر فاعلية في التخفيف من آلام الظهر لدى موظفي المكاتب مقارنةً بالجداول المرنة المبنية على الراحة الشخصية. وأفادت الدراسة أن هذا النهج المنظّم لم يقلل الألم فقط، بل ساهم أيضاً في تحسين التركيز وتقليل التوتر وزيادة الالتزام بالدوام.
سجّل المشاركون الذين اتّبعوا هذا الجدول الزمني تحسناً ملموساً، إذ انخفضت شدة أسوأ آلام الظهر اليومية لديهم بمعدل 1.33 نقطة على مقياس من 10 نقاط، وهي نتيجة تفوق ما حققته الجداول المبنية على التقدير الشخصي. كما أن نسبة الالتزام بالجدول الثابت كانت أعلى بكثير، حيث التزم 72% من المستخدمين بالتبديل بين الجلوس والوقوف خمس مرات يومياً على الأقل، مقارنة بـ29% فقط في المجموعة الثانية.
واجه الفريق تحديات إضافية في حالات العمل من المنزل، وفقاً للباحثين من جامعة غريفيث، حيث أشاروا إلى أن كثيراً من الموظفين لا يمتلكون مكاتب قابلة للتعديل، مما أثر على الالتزام في كلا المجموعتين. ومع ذلك، فإن جدول 30:15 برز كحل عملي يُناسب طبيعة المهام اليومية دون إرهاق الجسم أو الانتظار حتى ظهور الألم لتغيير الوضعية.
توفّر قاعدة 30:15 حلاً وسطاً بين الجلوس الطويل المضر، والوقوف المفرط الذي قد يؤدي إلى إجهاد العضلات. إذ تتيح فترات الجلوس التي لا تتجاوز نصف ساعة إنجاز المهام القصيرة مثل الرد على الرسائل أو حضور الاجتماعات، بينما تمنح فترات الوقوف القصيرة راحة دون إرهاق.
أبرزت النتائج أن من اتبعوا الجدول الزمني الثابت شعروا بوضوح بأثره، إذ لم يعودوا بحاجة لاتخاذ قرارات مستمرة حول توقيت تغيير الوضعية، بل أصبح الأمر تلقائياً، مما وفر عليهم التردد وساعدهم على الحفاظ على نمط صحي ثابت، عكس من اعتمدوا على شعورهم اللحظي بعدم الراحة والذي قد يتسبب في تكرار الأخطاء أو عدم الاتساق في التنفيذ.
