محاولة سنّية لمحاكاة الإطار التنسيقي الشيعي في العراق؛ الدور البارز لتركيا وعزوف الدول العربية
بعد أن وصلت الخلافات بين الكتل السياسية السنية إلى طريق مسدود، واستُخدمت خلالها مختلف أدوات التسقيط والتشهير والقذف والتخوين خلال مرحلة ما قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، عادت تلك الكتل للاجتماع تحت مظلة المجلس السياسي الوطني الذي يضم أحزاب تقدم والسيادة وعزم وحسم والجماهير.
- 2025/12/03 - 10:20
- الأخبار الشرق الأوسط
بعد أن وصلت الخلافات بين الكتل السياسية السنية إلى طريق مسدود، واستُخدمت خلالها مختلف أدوات التسقيط والتشهير والقذف والتخوين خلال مرحلة ما قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، عادت تلك الكتل للاجتماع تحت مظلة المجلس السياسي الوطني الذي يضم أحزاب تقدم والسيادة وعزم وحسم والجماهير.
ويرى محللون ومراقبون أن هذه الخطوة تمثل محاولة جديدة لجمع الفرقاء السنّة على طاولة واحدة، بعد نجاح تجربة الإطار التنسيقي الشيعي في توحيد مواقف قواه السياسية.
.
عباس الجبوري مدير مركز رفد للدراسات السياسية: يعدّ تشكيل هذا المجلس حالة إيجابية، فلنعترف بذلك، لكن استمراره هو الأساس. أنا أعتقد أن من مصلحة القوى السنية أن يستمر هذا المجلس، حتى لا يتعارض مع القوى الأخرى: الإطار التنسيقي والقوى الشيعية والكردية، وبالتالي خدمة جمهورهم من خلال تحقيق الإجماع.
لأن أي كتلة أو حزب يحاول التفرد أو التفريط بحقوقه من خلال التفرقة، فإن ذلك سيؤثر بالدرجة الأساس على جمهوره وسيفقده المصداقية.
وتشير قراءات المراقبين للمشهد السياسي السني إلى أن الخلاف بين زعماء الأحزاب والكتل السنية ما يزال أكبر من إمكانية تجاوزه أو توحيد رؤاهم، بسبب نزعة التسلط والسعي لتصدر المشهد لدى بعض القيادات.
ويرى كثيرون أن أطرافاً إقليمية، تتصدرها تركيا، تمارس ضغوطاً باتجاه تشكيل كيان سياسي سني متماسك ينتج مشروعاً يخدم أجنداتها داخل العراق.
د. قاسم السلطاني، كاتب ومحلل سياسي: الخلافات بينهم أكبر من ذلك، لأننا نتحدث عن حبّ الزعامة وحبّ القيادة. القيادات والزعامات الموجودة في هذا الصف—أما ما حصل الآن من تجمع وسُمّي بالتجمع أو الهيئة السياسية للإخوة السنة—فأنا باعتقادي لا يصمد أمام حب الزعامة والرئاسة.
محمد صلاح، محلل سياسي: كانت قبل الانتخابات صراعات داخل البيت السني وبين الزعامات السنية، شملت التأجيج وساعات من الشتم والسب، سعياً للحصول على المناصب والزعامة داخل المكوّن السني.
لكن عندما تكون هناك أطراف خارجية مؤثرة فعلياً على المشهد داخل العراق، وعلى المكوّن السني تحديداً، يصبح التأثير التركي واضحاً ومباشراً. فبعد زيارة مساعد وزير الخارجية التركي للمكوّن السني، تم التوافق على عقد اجتماع لإطار يوحد الرؤية ويجمع الأطراف.
وفي السياق نفسه، أكد مقربون من المجلس أن قادة المجلس السياسي الوطني يعكفون حالياً على دراسة الأسماء المرشحة لمنصب رئيس مجلس النواب، والذي يمثل الاستحقاق السياسي للمكوّن السني في العملية السياسية العراقية.
وترى قراءات تحليلية أن أهمية المجلس السياسي الوطني لا تكمن في الإعلان عنه بقدر ما تكمن في قدرته على الاستمرار والثبات على غرار الإطار التنسيقي الشيعي.
من بغداد — أحمد الصالحي
وكالة تسنيم الدولية
/انتهى/