مع دخول 5G حيز الخدمة.. مغاربة يشتكون من نفاد الأنترنت بسرعة وهذه هي الحقيقة

نوفمبر 10, 2025 - 21:30
 0
مع دخول 5G حيز الخدمة.. مغاربة يشتكون من نفاد الأنترنت بسرعة وهذه هي الحقيقة

منذ إطلاق خدمة الجيل الخامس للاتصالات بالمغرب، دخلت البلاد مرحلة جديدة في مجال التحول الرقمي، جعلتها ضمن الدول السباقة في إفريقيا والعالم العربي في اعتماد شبكة اتصالات فائقة السرعة. غير أن عددا من مستعملي الهواتف الذكية عبروا عن ملاحظاتهم بخصوص استهلاك رصيد الأنترنت، حيث أكد الكثيرون أن الأنترنت ينفد لديهم بسرعة أكبر مقارنة بفترة استخدام شبكة 4G، وهو ما خلق نقاشا واسعا حول حقيقة العلاقة بين سرعة الشبكة وحجم استهلاك البيانات.

في الواقع، يعود السبب الرئيسي لهذه الظاهرة إلى طبيعة الجيل الخامس نفسه، فهو يوفر سرعات تحميل ورفع أعلى بكثير من الجيل الرابع، وقد تصل هذه السرعات إلى عشرة أضعاف في بعض المناطق. هذا الأمر يجعل الهاتف يقوم بتنزيل البيانات بشكل أسرع، سواء تعلق الأمر بالفيديوهات أو التطبيقات أو الصور أو التحديثات التي تتم تلقائيا في الخلفية، مما يؤدي إلى استهلاك رصيد الأنترنت في وقت أقل دون أن ينتبه المستخدم لذلك.

كما أن التطبيقات الحديثة أصبحت تستغل هذه السرعة بشكل مباشر، إذ تقوم منصات مشاهدة الفيديوهات مثلا بعرض المقاطع بجودة أعلى بشكل تلقائي عندما تكون الشبكة قوية، وهو ما يضاعف حجم البيانات المستهلكة. الأمر نفسه ينطبق على مكالمات الفيديو والألعاب الإلكترونية والبث المباشر، التي تعتمد على نقل بيانات كبيرة في كل ثانية. ومن المهم الإشارة إلى أن الهاتف نفسه لا يتسبب في زيادة الاستهلاك، بل إن ارتفاع سرعة الشبكة هو ما يسمح بمرور بيانات أكثر خلال مدة زمنية قصيرة.

وللحد من هذا الاستهلاك غير المرغوب فيه، ينصح الخبراء بتفعيل خاصية توفير البيانات في إعدادات الهاتف، والحرص على تنزيل التحديثات والملفات الكبيرة فقط عند الاتصال بشبكة Wi-Fi، بالإضافة إلى مراقبة التطبيقات التي تستهلك الأنترنت في الخلفية وإغلاقها عند عدم الحاجة. كما يمكن للمستخدمين الذين لا يحتاجون إلى السرعات العالية بشكل دائم التبديل بشكل يدوي بين 4G و5G حسب الحاجة.

ورغم هذه الملاحظات المتعلقة بالاستهلاك، فإن اعتماد الجيل الخامس في المغرب يمثل خطوة استراتيجية مهمة نحو دعم البنيات التكنولوجية الحديثة، وجذب الاستثمارات المستقبلية، وتطوير خدمات رقمية في قطاعات مثل الصحة والتعليم والنقل والصناعة. ويبقى فهم كيفية استهلاك البيانات والتعامل معها بذكاء جزءا من ثقافة استخدام الأنترنت في العصر الجديد.