موجة حر قياسية تؤجج 20 حريق غابات في إسبانيا واستنفار حكومي لاحتواء الكارثة

أغسطس 17, 2025 - 22:10
 0
موجة حر قياسية تؤجج 20 حريق غابات في إسبانيا واستنفار حكومي لاحتواء الكارثة

أعاقت درجات الحرارة الشديدة، اليوم الأحد، جهود فرق الطوارئ الإسبانية في احتواء 20 حريق غابات هائلاً اندلع في مناطق متفرقة من البلاد، ما دفع الحكومة إلى نشر 500 جندي إضافي من وحدة الطوارئ العسكرية، ليرتفع إجمالي القوات العاملة ميدانياً إلى نحو 1900 جندي.

وامتدت الحرائق في إقليم جاليسيا شمال غربي البلاد، حيث أجبر حريق ضخم السلطات على إغلاق طرق سريعة وتعليق خدمات السكك الحديدية، في وقت تواصلت فيه عمليات إجلاء السكان وإغلاق المنازل المهددة. وأكد رئيس حكومة الإقليم، ألفونسو رويدا، أن فرق الطوارئ تكافح 12 حريقاً كبيراً بالقرب من مدينة أورينسي، التي تُعد من أكثر المناطق تضرراً.

ويشهد جنوب أوروبا حالياً واحداً من أسوأ مواسم حرائق الغابات منذ عقدين، وتأتي إسبانيا في صدارة الدول المتضررة. وتشير بيانات رسمية إلى أن الحرائق أودت بحياة ثلاثة أشخاص الأسبوع الماضي فقط، وأتت على أكثر من 115 ألف هكتار، بينما تقدر جهات أوروبية أن المساحة المحترقة منذ بداية العام تجاوزت 158 ألف هكتار، أي ما يعادل تقريباً مساحة لندن الكبرى.

وزادت موجة الحر الوضع تعقيداً، إذ أعلنت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية أن درجات الحرارة قد تصل إلى 45 درجة مئوية في بعض المناطق، بعدما سجلت مدينة قرطبة جنوب البلاد 44.7 درجة أمس السبت. وأكدت الوكالة أن خطر اندلاع حرائق جديدة ما زال في مستوى "شديد الخطورة"، لكنها رجّحت انخفاضه بدءاً من يوم الثلاثاء.

وفي مؤتمر صحفي بأورينسي، أقر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيث بأن الأيام المقبلة ستكون "صعبة"، مشيراً إلى أن الظروف الجوية "ليست في صالحنا"، لكنه شدّد على أن بلاده ستواصل تعبئة كل إمكاناتها لمواجهة الأزمة. كما أوضح أن مدريد تنتظر وصول تعزيزات من الطائرات التي وعدت دول أوروبية بإرسالها للمساعدة في إخماد النيران.

وتعكس بيانات وزارة الداخلية حجم التحدي الأمني، إذ أعلنت اعتقال 27 شخصاً منذ يونيو (حزيران) الماضي، فيما يخضع 92 آخرون للتحقيق بتهمة إشعال الحرائق عمداً، في وقت تحاول فيه السلطات احتواء أزمة بيئية تُعد من الأكبر في تاريخ البلاد الحديث.