هل يضعف الذكاء الاصطناعي أدمغتنا؟ أبحاث جديدة تكشف تأثيره على التفكير النقدي

نوفمبر 7, 2025 - 11:50
 0
هل يضعف الذكاء الاصطناعي أدمغتنا؟ أبحاث جديدة تكشف تأثيره على التفكير النقدي

تُظهر أبحاث حديثة أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، مثل برامج الدردشة والتوليد النصي، قد يؤدي إلى تراجع واضح في مهارات التفكير النقدي لدى المستخدمين، خاصة بين فئة الشباب. غير أن هذا التأثير ليس مطلقاً، بل يتوقف على نوع المهام وطريقة استخدام هذه التقنيات.

ومنذ انطلاق "شات جي بي تي" في نوفمبر 2022، ازداد استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل لافت، ما دفع باحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى دراسة تأثيره على نشاط الدماغ. ففي تجربة حملت عنوان "دماغك على شات جي بي تي: تراكم الديون المعرفية عن استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المقالات"، خضع 54 شاباً لفحص دقيق لنشاطهم الدماغي أثناء كتابة مقالات باستخدام إما الذكاء الاصطناعي أو محركات البحث أو أدمغتهم فقط.

أظهرت النتائج انخفاضاً واضحاً في الاتصال الكهربائي داخل الدماغ لدى من استخدموا "شات جي بي تي"، مقارنةً بمستخدمي غوغل ومجموعة "الدماغ فقط". كما رُصد تراجع في الشعور بملكية الكتابة وتدني القدرة على تذكّر المعلومات المكتوبة، لدى من انتقلوا من استخدام الذكاء الاصطناعي إلى الكتابة الذاتية.

ولم تتوقف الأبحاث عند هذا الحد. فقد أشارت دراسات أخرى أُجريت عام 2025 إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يعيد تشكيل التفكير النقدي من نشاط عقلي متفاعل إلى عملية أكثر سلبية، عبر ثلاث آليات:

التذكر والفهم: من جمع المعلومات وتحليلها، إلى مجرد التحقق من صحة ما يقدمه الذكاء الاصطناعي.

التطبيق: من حل المشكلات بشكل مستقل، إلى دمج استجابات الذكاء الاصطناعي دون نقد.

التحليل والتقييم: من إنجاز المهام وتفكيكها، إلى إدارتها بشكل سطحي دون الغوص في العمق.

ومع أن الذكاء الاصطناعي يوفر أدوات قوية لتوفير الوقت والجهد، فإن هذه الأبحاث تؤكد الحاجة إلى استخدامه بحذر ووعي. فالمهارات العقلية التي لا تُستخدم باستمرار قد تضعف، مما يستدعي استراتيجيات تعليمية توازن بين الاستفادة من التكنولوجيا وتنمية القدرات العقلية.