
من نكهة البن إلى رحيق الورد.. 800 مصنع سعودي يُصنّع الطبيعة ويحوّل الزراعة إلى صناعة وطنية مزدهرة تسهم في الاكتفاء الذاتي والتصدير للخارج. فبحسب تقرير حديث صادر عن وزارة الصناعة والثروة المعدنية، تجاوز عدد المصانع المعتمدة على المنتجات الزراعية هذا الرقم، في مؤشرٍ يعكس تحولًا تاريخيًا في بنية الاقتصاد الوطني. فقد باتت المملكة تستثمر في مواردها النباتية لتصنع منها قيمةً مضافةً تسهم في تعزيز الأمن الغذائي وتنويع مصادر الدخل، بينما تتقدّم التمور والقهوة والتوابل واجهة الصناعة السعودية، وتبرز النباتات الطبية والخلاصات النباتية كقطاعات واعدة تقود ملامح التحول الأخضر نحو اقتصادٍ مستدامٍ ينمو من قلب الأرض.التمور تتصدرتتوج صناعة التمور المشهد الصناعي النباتي في المملكة، إذ يتصدر بند التمور والفواكه المجففة القائمة بـ 241 مصنعًا، ما يجعلها أكثر القطاعات جذباً للاستثمار الصناعي الزراعي. هذا الحضور القوي يعكس الرؤية الاستراتيجية لتحويل التمر من منتج تراثي إلى صناعة وطنية شاملة تشمل المشتقات الغذائية ومواد أولية لصناعات تحويلية وتجميلية، مدعومة بخطط تصدير طموحة نحو الأسواق العالمية.القهوة والتوابلتحقق الصناعات القائمة على القهوة والتوابل حضورًا متزايدًا، بـ 182 مصنعًا للقهوة و135 مصنعًا للتوابل والبهارات. ويجمع هذا القطاع بين الأصالة والابتكار، إذ تنتقل القهوة السعودية من رمز ثقافي إلى منتج صناعي ذي قيمة مضافة عالية، فيما تعزز المملكة موقعها كمركز إقليمي لتعبئة وتصدير التوابل، مستفيدة من خبرتها اللوجستية وتطور سلاسل التوريد.توازن استراتيجيورغم الازدهار الصناعي في بعض البنود، تكشف البيانات عن تفاوت في قطاعات الحبوب الأساسية، إذ لا يتجاوز عدد مصانع القمح 9 مصانع، مقابل 33 للأرز و35 لدقيق القمح. ويعكس هذا التباين تحولًا واعيًا في سياسات الأمن الغذائي نحو التركيز على التصنيع بدلًا من الإنتاج الخام، في إطار الحفاظ على التوازن بين الاكتفاء الذاتي والاستيراد المدروس.نحو المستقبليتسارع نمو الصناعات التحويلية القائمة على النباتات، حيث سجلت العصارات والخلاصات النباتية 57 مصنعًا، ودقيق البقول والجذور 42 مصنعًا. وتعكس هذه الأرقام انتقال الصناعة السعودية من المراحل الأولية إلى مراحل أكثر تقدمًا في التقنية والاستخلاص، بما يعزز تنافسية المنتجات الوطنية في الأسواق الإقليمية والناشئة.استثمار المستقبلبالرغم من هذا النمو المتسارع، لا تزال قطاعات الخضروات الطازجة تمثل فجوة استثمارية واضحة، إذ لا يتجاوز عدد المصانع في بعض البنود مثل الخيار أو المشمش والكرز مصنعًا واحدًا فقط. وتُعد هذه الفجوة فرصة ذهبية أمام المستثمرين، خصوصًا مع تزايد الطلب المحلي على المنتجات الطازجة عالية الجودة وتطور تقنيات التبريد والنقل.النباتات الطبية والعطريةيبرز قطاع النباتات الطبية والعطرية كأحد أعمدة المستقبل الصناعي، بعد تسجيل 22 مصنعًا متخصصًا. ويأتي ذلك في ظل ارتفاع الطلب العالمي على المنتجات الطبيعية، واهتمام المملكة بتطوير الصناعات الدوائية والتجميلية المستندة إلى مواردها النباتية الغنية، ما يفتح آفاقًا واسعة أمام الاستثمار في الاقتصاد الحيوي والمنتجات العضوية.مصانع تحويليةالتمور والفواكه المجففة241القهوة182التوابل والبهارات135العصارات النباتية57النباتات الطبية22الخضروات الطازجة1–5 مصانع800 مصنع بأبرز 10 قطاعات