آخر مستجدات قضية الوفاة الغامضة لسيدة حامل أثناء وضع مولودها بمصحة خاصة في وزان

ما تزال قضية الوفاة الغامضة للشابة خولة، التي فارقت الحياة في ظروف مثيرة للجدل بعد خضوعها لعملية قيصرية بمصحة خاصة في وزان، تثير موجة من الغضب والأسئلة داخل أوساط أسرتها والرأي العام المحلي، خاصة وأن مصادر من العائلة أكدت أن الراحلة دخلت العملية في صحة جيدة وعلى قدميها، غير أن وضعها الصحي تدهور بشكل حاد أثناء العملية، ليقرر الطاقم الطبي نقلها نحو مصحة بمدينة سلا.
وفي هذا السياق، علمت أخبارنا المغربية أن جثة الفقيدة خضعت للتشريح الطبي بمدينة الرباط، قبل أن يتم نقل جثمانها إلى مدينة وزان حيث ووري الثرى بمقبرة القشريين، وذلك بعد أداء صلاة الجنازة عليها بحي النهضة، في جنازة مهيبة حضرها أفراد العائلة والأصدقاء وزملاء العمل الذين ودعوها بحزن بالغ.
وبحسب ما جاء في شهادة إحدى صديقات الضحية لجريدة أخبارنا المغربية، فإن الواقعة حدثت حوالي الواحدة والنصف ظهرا، في وقت لم تكن المصحة تتوفر على سيارة إسعاف مجهزة، ما جعل المريضة تنتظر لساعات قبل أن تصل سيارة إسعاف من سلا حوالي الخامسة مساء، لتنقل بعد ذلك إلى وجهتها متأخرة، ولم تصل إلا في حدود الثامنة ليلا، حيث أعلن الطبيب بعد نصف ساعة فقط من وصولها خبر وفاتها، مؤكدة أن رواية أحد أفراد العائلة تؤكد أن علامات الوفاة كانت بادية على زوجته منذ لحظة مغادرتها وزان، وهو ما عززه بكاء الممرضات أثناء إخراجها ومنع العائلة من الاقتراب منها، ما ضاعف من الشكوك حول ظروف رحيلها.
وكانت العائلة حسب المصدر ذاته قد طالبت بالتشريح لكشف ملابسات الوفاة، خصوصا وأن التقرير الطبي لمستشفى سلا الجديدة كشف أن خولة خضعت لتخدير كلي رغم علم الطبيب المسبق بحالتها الصحية، دون أن يتم إجراء تخطيط للقلب قبل العملية، كما أشار التقرير إلى أن الطاقم واجه صعوبة في تحديد مصدر المضاعفات التي أصابتها، بين تضخم محتمل في القلب أو مشكل في الصمامات، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول كفاءة التدخل الطبي وسرعة التعامل مع الأزمة.
من جهتها، عبرت الأسرة في وقت سابق عن استيائها الشديد من رفض إدارة مصحة وزان تسليم الملف الطبي الكامل، رغم صدور أمر من وكيل الملك بإجراء التشريح، حيث ما تزال الوثائق الطبية الخاصة بالفقيدة غير متاحة أمام العائلة، التي تعتبر أن غياب طبيب قلب بالمصحة الخاصة يكشف مستوى الاستهتار، إذ عجز الطاقم عن تقديم أي تدخل مستعجل أو حتى اتخاذ قرار طبي مسؤول بخصوص إمكانية نقلها بين مدينتين وهي في حالة حرجة.
ولا تزال القضية بين يدي العدالة، بعد تدخل النيابة العامة التي أمرت بالتشريح الطبي، في انتظار ما ستكشفه التحقيقات من تفاصيل قد تحدد المسؤوليات وترفع الغموض عن وفاة شابة دخلت العملية القيصرية في صحة جيدة، قبل أن تتحول فرحة استقبال مولود إلى فاجعة إنسانية هزت عائلة الفقيدة وأصدقائها وساكنة وزان على حد سواء.