ألمانيا تبدي تحفظها إزاء إمكانية نشرها قوات في أوكرانيا

أبدى وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول تحفظه إزاء إمكانية نشر جنود ألمان في أوكرانيا في إطار توفير ضمانات أمنية غربية ضد تعرض البلاد لهجمات روسية مجددًا.
وردًا على سؤال حول هذا الموضوع خلال زيارته لطوكيو، قال فاديفول اليوم الاثنين (18 آب/أغسطس) إنه لم يتم الاتفاق بعد مع دول أوروبية أخرى بشأن نشر محتمل للقوات كضمان أمني لحل سلمي، وأضاف: "نحن في بداية عملية صعبة".
وفي سياق متصل، قال الوزير في تصريحات للمدونة الصوتية "تيبول توداي" إن إرسال قوات "سيثقل كاهل ألمانيا على الأرجح"، كما وصف الأمر بأنه "مسألة بعيدة". وفي طوكيو، صرح فاديفول للصحفيين بأن الاجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورؤساء دول وحكومات أوروبية آخرين في واشنطن مساء اليوم سيركز على النقاط الرئيسية لموقف مشترك تجاه روسيا.
وذكر فاديفول أنه والحكومة الألمانية أوضحا مرارًا أن هناك حاجة إلى ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، وأن على ألمانيا المساهمة وتحمل مسؤولية في ذلك، مضيفًا أنه لا يزال من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان سيتم إرسال قوات ألمانية لأوكرانيا، وقال: "هذا الأمر يحتاج حقًا إلى تفاوض". وأشار الوزير إلى أن الجيش الألماني سبق أن صرح بأنه يركز على دفع فرقة جاهزة للقتال في ليتوانيا، وأضاف: "لا يمكن الإجابة على أي شيء آخر إلا من قبل وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، وليس أنا. هذه ليست وظيفتي وليست مهمتي".
وقال فاديفول إنه خلال المحادثات في واشنطن مساء اليوم، من المهم "الوقوف إلى جانب أوكرانيا وألا تقدم أوكرانيا تنازلات ملزمة قانونيًا منذ البداية"، موضحا أن نقطة الانطلاق لمفاوضات محتملة يجب أن تكون خط التماس الحالي - أي خط المواجهة، مضيفا أنه يتعين بعد ذلك إجراء المفاوضات على قدم المساواة. وأكد فاديفول أن ألمانيا تركز على أراضي حلف شمال الأطلسي (الناتو) بصورة أكثر من أي دول أخرى من الحلفاء، مشيرًا إلى أن ألمانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي يوجد لها فرقة متمركزة جاهزة للقتال في ليتوانيا. وقال: "هذا لا يعني أننا لا نستطيع دعم أوكرانيا عسكريًا وتقنيًا بطرق أخرى".
كما شدد فاديفول على تمسك بلاده بأن أوكرانيا وحدها هي من تقرر ما إذا كانت مستعدة للتنازل عن أراضيها، وتحت أي شروط، وقال: "بالطبع، لا يمكنها قبول ذلك إلا إذا كانت من ناحية أخرى متأكدة أيضًا من أن هجومًا روسيًا كهذا لن يتكرر. وأن هناك ضمانات أمنية". وفي الوقت نفسه، ذكر فاديفول أن الدور القيادي الضروري لألمانيا له طابع سياسي، مشيرًا إلى أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس نجح في الجمع بين جميع الأوروبيين وتوحيدهم، حتى في حشد المصالح والمواقف المختلفة خلف أوكرانيا، وقال فاديفول: "لم يكن هذا هو الحال دائمًا".
وتستمر الهجمات الروسية على أوكرانيا قبل ساعات من اجتماع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن. وأعلنت وسائل إعلام أوكرانية، اليوم الاثنين، مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 18 آخرين جراء هجمات صاروخية روسية في خاركيف. كما أعلن حاكم منطقة زابوريجيا الأوكرانية أن ثلاثة قتلوا وأصيب عشرون في هجوم روسي على المدينة الواقعة بجنوب شرق البلاد.
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اليوم الاثنين، أن منظومات الدفاع الجوي التابعة لها، دمرت 23 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية خلال الليلة الماضية.