التغذية السليمة سلاح فعّال لمواجهة جرثومة المعدة

تصيب جرثومة الملوية البوابية ملايين الأشخاص حول العالم دون أن يدركوا وجودها داخل أجسادهم، حيث قد تبقى صامتة لفترة طويلة قبل أن تتحول إلى مصدر ألم متكرر ومشكلات في الهضم. ومن هنا تبرز أهمية الدمج بين العلاج الطبي والتدخل الغذائي، إذ يلعب النظام الغذائي دورًا جوهريًا في تهدئة الأعراض وتعزيز التعافي.
وتؤكد تقارير طبية، من بينها تقرير موقع UCF Health، أن نوعية الطعام تؤثر بشكل مباشر على شدة التهيّج في المعدة. فبينما تساهم الأطعمة المهدئة في تحقيق التوازن، تؤدي الأطعمة المهيجة إلى مضاعفة الانزعاج وتأخير الشفاء.
وتُعد بعض الخيارات الغذائية مثل الزبادي والكفير الغنيين بالبروبيوتيك من أفضل وسائل الحماية الطبيعية للأمعاء، حيث تساعد على إعادة بناء البكتيريا النافعة وتقليل آثار المضادات الحيوية. كما أن تناول الأسماك الدهنية وزيت الزيتون الغنيين بأحماض أوميجا-3 و6 يُخفف الالتهابات ويحمي بطانة المعدة، في حين توفر الخضراوات والفواكه المضادة للالتهاب مثل البروكلي والتوت حماية إضافية للجهاز الهضمي.
وفي المقابل، يُنصح بتجنب الأطعمة المهيجة مثل المقليات، اللحوم الدهنية، الأطعمة الحارة أو الحمضية، والمشروبات الغازية أو الغنية بالكافيين، لما تسببه من زيادة في التهيّج وتأخير عملية الشفاء.
وتتجسد الخطة الغذائية المثالية في وجبات متوازنة: فطور بسيط من الشوفان والزبادي مع فواكه غير حمضية، وغداء يتكون من أرز وفاصوليا ودجاج مطهو بطريقة صحية، وعشاء يضم سمك السلمون مع خضار مطهوة بالبخار.
وبينما قد تُسبب المضادات الحيوية بعض الآثار الجانبية كالإسهال أو اضطراب التذوق، فإن الالتزام بتناول مكملات البروبيوتيك يساعد على موازنة البكتيريا وتحقيق راحة هضمية أكبر. ويؤكد الأطباء أن الجمع بين العلاج الدوائي، التغذية المتوازنة، والعلاجات الطبيعية هو النهج الأكثر فعالية لمواجهة هذه العدوى وتحقيق الشفاء التام.