التوتر والحزن قد يسببان جلطات خطيرة: خبراء يحذرون من "القلق المزمن"

أكتوبر 14, 2025 - 22:05
 0
التوتر والحزن قد يسببان جلطات خطيرة: خبراء يحذرون من "القلق المزمن"

يؤثر الحزن والتوتر النفسي الناتجان عن ضغوط الحياة اليومية على صحة الإنسان أكثر مما يُعتقد، إذ حذّر موقع American Blood Clot من أن استمرار الحزن أو ما يُعرف بـ«القلق المزمن» قد يؤدي إلى تكوّن جلطات دموية خطيرة، نتيجة التغيرات الفسيولوجية التي يحدثها التوتر في الجسم.

فعلى الرغم من أن التوتر لا يسبب الجلطات بشكل مباشر، إلا أن آثاره غير المرئية — مثل ارتفاع ضغط الدم، والالتهابات، وضعف الدورة الدموية — تُهيّئ بيئة خصبة لتكوّن الجلطات في الأوردة العميقة أو للرئتين. كما يفرز الجسم عند التوتر هرموني الأدرينالين والكورتيزول، مما يؤدي إلى زيادة مؤقتة في ضغط الدم، ومع مرور الوقت قد تتلف الأوعية الدموية وتفقد مرونتها.

ويُضيف الخبراء أن الإجهاد المزمن يرفع مستوى الالتهاب داخل الجسم ويزيد لزوجة الدم، ما يعزز تكوين الجلطات. كما أن نقص الحركة الناتج عن الاكتئاب أو القلق يُعد عاملاً خطيراً آخر، إذ يؤدي الجلوس الطويل إلى بطء تدفق الدم في الأطراف السفلية. كما يسهم التدخين، والعادات الغذائية غير الصحية، وتغير الهرمونات في رفع احتمالية الإصابة.

ويُشير الأطباء إلى أن خطر الجلطات يزداد بين الأشخاص المصابين بالسمنة، أو السكري، أو الذين يتناولون حبوب منع الحمل والعلاجات الهرمونية، إضافة إلى من يعانون من أمراض مزمنة كالقلب والسرطان. وتشمل أبرز الأعراض: تورم أو ألم في الساق، احمرار الجلد، دفء موضعي، ضيق التنفس المفاجئ، وألم حاد في الصدر، وهي إشارات تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً.

ولتفادي هذه المخاطر، ينصح الأخصائيون بـ إدارة التوتر بطرق صحية مثل التأمل والتنفس العميق، والحفاظ على نشاط بدني منتظم لتحسين الدورة الدموية، إلى جانب نظام غذائي متوازن غني بأحماض أوميغا 3 والخضروات الورقية، وشرب الماء بكثرة. كما يُعد الإقلاع عن التدخين، ومراقبة ضغط الدم والكوليسترول، واستخدام الجوارب الضاغطة عند الحاجة من أهم الإجراءات الوقائية.

وفي حال اكتشاف جلطة، فإن العلاج الفوري ضروري لتفادي المضاعفات. وتشمل الخيارات: أدوية مميّعة للدم، أو أدوية مذيبة للجلطات، أو تركيب مرشح وريدي خاص لمنع انتقال الجلطة للرئتين، إضافة إلى العلاج بالضغط أو التدخل الجراحي في الحالات القصوى.
ويخلص الأطباء إلى أن إدارة المشاعر قبل أن تتحول إلى أمراض ليست رفاهية، بل خطوة أساسية لحماية القلب والأوعية الدموية من عواقب قد تكون قاتلة.