الشرع يتوجه إلى موسكو للمطالبة بتسليم الأسد
يعتزم الرئيس السوري أحمد الشرع القيام بزيارة رسمية إلى موسكو، غدا الأربعاء، في أول زيارة له إلى روسيا منذ توليه رئاسة الحكومة الانتقالية بدمشق، وذلك في سياق حراك دبلوماسي مكثف يهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين ومناقشة ملفات حساسة، أبرزها مصير الرئيس السابق بشار الأسد.
وأكدت مصادر سورية متطابقة أن الشرع سيجري مباحثات مع القيادة الروسية تتناول مستقبل التعاون العسكري والدبلوماسي، إلى جانب مسألة استمرار القواعد الروسية في طرطوس وحميميم، في ظل المتغيرات السياسية التي تعرفها الساحة السورية بعد سقوط النظام السابق.
كما كشفت المصادر ذاتها أن الرئيس السوري سيطالب موسكو رسميا بتسليم بشار الأسد إلى القضاء السوري، تمهيدا لمحاكمته على ما وُصفت بـ"الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري"، مبرزة أن الشرع يفضل اللجوء إلى الوسائل القانونية عبر المؤسسات الدولية بدل الدخول في أي مواجهة سياسية أو عسكرية مع روسيا التي تستضيف الأسد حاليا.
ويأتي هذا التحرك بعد أيام قليلة من مقابلة للرئيس الشرع مع شبكة "سي بي أس" الأمريكية، أكد خلالها أن حكومته ماضية في استخدام كل الآليات القضائية الممكنة لمحاسبة النظام السابق، مذكّرا بإصدار القضاء السوري مذكرة توقيف غيابية في حق بشار الأسد أواخر شتنبر الماضي، استعدادا لطلب ملاحقته عبر الإنتربول.
ومن المنتظر أن يلتقي الشرع خلال زيارته بمسؤولين روس كبار، بينهم الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، لبحث مستقبل العلاقات بين دمشق وموسكو، بعد تأجيل القمة الروسية العربية التي كان مقررا عقدها يوم 15 أكتوبر بالعاصمة الروسية، بسبب المستجدات الإقليمية المتعلقة بخطة ترامب بشأن غزة.
ويُرتقب أن تمثل الزيارة محطة مفصلية في مسار السياسة السورية الجديدة، خصوصا أنها تأتي في ظل مساعٍ حثيثة من موسكو للحفاظ على نفوذها في المنطقة، وتأكيد دمشق على رغبتها في إعادة صياغة توازناتها الدولية ضمن رؤية تقوم على الشراكة لا التبعية.
