الصنايبي: "الزفزافي" بعث من جنازة والده رسائل وطنية أربكت دعاة الانفصال وخونة الداخل

سبتمبر 4, 2025 - 20:30
 0
الصنايبي: "الزفزافي" بعث من جنازة والده رسائل وطنية أربكت دعاة الانفصال وخونة الداخل

في لحظة إنسانية مؤثرة، عاد اسم ناصر الزفزافي إلى الواجهة، ليس بصفته "قائد حراك الريف" كما ارتبط في الأذهان لسنوات، وإنما كابن ودع والده في مشهد طغت عليه القيم الوطنية والإنسانية. فقد استفاد الزفزافي من قرار استثنائي أصدرته إدارة السجون مكنه من حضور جنازة والده، في خطوة عكست البعد الإنساني للدولة المغربية في التعاطي مع مثل هذه الحالات، حيث يتقدم الحس الإنساني على منطق العقاب والزجر.

وقد تفاعل الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية الدكتور عبد الحق الصنايبي مع هذا الحدث عبر تدوينة نشرها على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك"، أكد فيها أن "تعبيرات ناصر الزفزافي تقطع بأن هذا المواطن المغربي متشبع بالتربة المغربية ويرفض نزعات الانفصال والتخريب"، مضيفاً أن الريف كان دوماً جزءاً لا يتجزأ من الدولة المغربية، بل شكل على مر العصور جدار صد منيعا ضد الأطماع الاستعمارية ومقبرة للخونة والعملاء.

في سياق متصل، أوضح الصنايبي أن ما صدر عن الزفزافي في هذه المناسبة الأليمة يؤكد أن كلمتي "الانفصال" و"الخيانة" مرفوضتان جملة وتفصيلاً لدى أبناء الريف، وهو ما يعكس تاريخ المنطقة ومعدن أهلها، مستحضراً ما قاله الملك الراحل الحسن الثاني خلال أحداث 1958 عندما سئل "هل تعلم أين أنت؟" فأجاب: "نعم، أنا في أرض الرجال".

كما أشار الصنايبي في تحليله إلى أن إطلاق سراح معتقلي حراك الريف ـ متى تم ـ من شأنه أن يغلق صفحة مؤلمة ساهم الجميع في كتابتها، ويفتح المجال أمام لحظة مصالحة وطنية تعزز الجبهة الداخلية وتحصن النسيج الوطني ضد مناورات الخصوم في الداخل والخارج.

وشدد الصنايبي أيضا على أن موقف إدارة السجون يعكس إنسانية الدولة المغربية، التي تعرف متى يكون مكان الزجر والعقاب، ومتى يحضر العفو والرحمة، مؤكداً أن هذه الحكمة هي ما يجعل المغرب قادراً على مواجهة التحديات بتماسك وتضامن بين جميع أبنائه.