القهوة بين النشاط والأرق: متى تتحول إلى مصدر توتر وإرهاق؟

نوفمبر 10, 2025 - 20:15
 0
القهوة بين النشاط والأرق: متى تتحول إلى مصدر توتر وإرهاق؟

يُفضّل ملايين الأشخاص حول العالم بدء يومهم بفنجان قهوة يمنحهم شعوراً باليقظة والنشاط، إلا أن لهذا المشروب الشعبي تأثيرات متباينة على الجسم، تبدأ من تعزيز التركيز وتنشيط الأمعاء، وقد تنتهي بقلق، أرق، وارتعاش عضلي، خاصةً عند الإفراط في تناوله أو اختياره في وقت غير مناسب من اليوم.

وتوصي الخبيرتان سامانثا ديراس وستيفاني جونسون، أخصائيتا التغذية في مستشفى "ماونت سيناي" وجامعة روتجرز على التوالي، بتجنّب شرب القهوة بعد الساعة الثانية ظهراً، حيث يبقى الكافيين في الجسم لفترة قد تمتد من 10 إلى 12 ساعة، مما قد يؤدي إلى اضطراب النوم العميق، واستبداله بنوم خفيف أقل فعالية في تجديد الطاقة.

في المقابل، يثير توقيت شرب القهوة تفاعلاً كيميائياً في الدماغ، إذ يمنع الكافيين ناقلاً عصبياً يُدعى الأدينوزين من الارتباط بمستقبلاته المسؤولة عن الشعور بالنعاس. لكن مع تلاشي تأثير الكافيين، يتراكم الأدينوزين ويعود للارتباط فجأة، مما يُفسّر شعور البعض بالتعب المفاجئ بعد فترة قصيرة من شرب القهوة.

وقد تتفاقم الآثار الجانبية مع مرور الساعات، إذ يلاحظ البعض صداعاً، تقلباً مزاجياً، ضعفاً في التركيز، وسرعة انفعال، وهي أعراض مرتبطة بانخفاض مستوى الكافيين في الجسم، كما يشير تقرير نشره موقع "فري ويل هيلث".

وتحذّر ديراس من اعتبار جميع أنواع القهوة متساوية في تأثيرها، إذ تختلف كمية الكافيين من نوع لآخر، فبعض الأنواع منزوعة الكافيين – مثل قهوة ستاربكس – قد تحتوي على كميات غير متوقعة من الكافيين تفوق مشروبات الطاقة أحياناً. لذلك، يُنصح بمعرفة كمية الكافيين في نوع القهوة المختار، والانتباه إلى مصدر الحبوب وطريقة التحضير، لتفادي الآثار السلبية دون التخلّي عن متعة هذا المشروب.