الولايات المتحدة تحول بحيراتها إلى محطات طاقة لتخزين الكهرباء بطريقة صديقة للبيئة

بدأت الولايات المتحدة في تنفيذ مفهوم ثوري لتحويل البحيرات إلى محطات طاقة عملاقة، في خطوة قد تُحدث تحولاً جذرياً في مستقبل الطاقة النظيفة بالعالم. وتعتمد الفكرة على تقنية "التخزين بالضخ"، التي تعمل على تخزين الطاقة المتجددة داخل الخزانات الطبيعية لتوليد الكهرباء عند الحاجة، وفقاً لتقرير موقع Sustainability Times.
وتختلف هذه التقنية عن السدود الكهرومائية التقليدية التي تسبب أحياناً اضطرابات بيئية، إذ تُستغل البحيرات والخزانات القائمة لتقليل الأثر البيئي. وتعمل الفكرة على وجود خزانين على ارتفاعين مختلفين، حيث تُستخدم الكهرباء الفائضة لضخ المياه من الخزان السفلي إلى العلوي. وعند زيادة الطلب على الطاقة، تُطلق المياه مجدداً لتشغيل التوربينات وإنتاج الكهرباء، ما يجعل النظام يعمل كـ"بطارية مائية" ضخمة.
ويشهد هذا التوجه اهتماماً متزايداً في الولايات المتحدة مع تنامي الحاجة إلى حلول مستدامة للطاقة. فبعض المشاريع الجديدة تدرس استخدام البحيرات العظمى لإنشاء خزانات منخفضة الارتفاع تُولّد الكهرباء بفعل الجاذبية، رغم أن بعضها واجه تأخيرات خلال الجائحة، إلا أن الجهود لاستئنافها تسير بوتيرة متصاعدة.
ويؤكد الخبراء أن تحويل البحيرات إلى محطات طاقة يمثل حلاً عملياً لتعزيز قدرة الطاقة المتجددة دون الإضرار بالنظم البيئية، إذ يحد من الحاجة إلى بناء سدود جديدة أو مشاريع ضخمة. وتُعد هذه المبادرة نموذجاً مبتكراً يجمع بين الحفاظ على البيئة وزيادة الإنتاج الكهربائي المستدام.
ومع استمرار الولايات المتحدة في توسيع نطاق مشاريع التخزين المائي بالضخ، يأمل الباحثون أن تمهّد هذه التقنية الطريق أمام مستقبل طاقة أكثر استقراراً وتوازناً، وأن تصبح نموذجاً يُحتذى به حول العالم لتحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على الطبيعة.