اليمن وإسناد غزة.. خوض المعركة الدينية والإنسانية دون النظر لموازين الربح والخسارة

نوفمبر 30, 2025 - 14:30
 0
اليمن وإسناد غزة.. خوض المعركة الدينية والإنسانية دون النظر لموازين الربح والخسارة

منذ الساعات الأولى لطوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من العام 2023م واكبت اليمن الحدث وتفاعلت معه فعلا وقولا، ففي الوقت الذي كانت الجمهورية اليمنية مثخنة بجراحات سنوات الحرب الظالمة عليها لم تتأخر عن تلبية النداء الديني والإنساني نصرة للحق الفلسطيني.




  • 2025/11/30 - 15:38
  • الأخبار الشرق الأوسط

منذ الساعات الأولى لطوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من العام 2023م واكبت اليمن الحدث وتفاعلت معه فعلا وقولا، ففي الوقت الذي كانت الجمهورية اليمنية مثخنة بجراحات سنوات الحرب الظالمة عليها لم تتأخر عن تلبية النداء الديني والإنساني نصرة للحق الفلسطيني.

الشرق الأوسط

فقد كانت اليمن في طليعة المساندين  للمقاومة الفلسطينية، بل المفاجأة إذ لم يكن ينتظر منها أي مشاركة أو مساندة ولم يعوّل عليها للعب أي دور سيما والبلد غارق في تبعات العدوان والحصار الاقتصادي منذ مارس من العام 2015م ، لكنها آثرت الانتصار للمظلومين رفقة قوى محور المقاومة.

.

ولأنها كانت مفاجأة الطوفان حيث بدأت المشاركة منذ الأيام الأولى التي تلت السابع من أكتوبر من خلال مراحل التصعيد التي أعلنتها آنذاك بدء بمنع الملاحة  الصهيونية في البحر الأحمر وما تلاها، لم يكن رد الفعل الصهيوني كعادته سريعا   لأن الكيان لم  يكن يدرك  أو يتصور كما كل العالم حجم إمكانية المشاركة اليمنية رغم معرفته بتوجهات الدولة اليمنية وقيادتها الثورية ومشروع المسيرة ممثلة بالسيد عبد الملك الحوثي، أمر قد أدى إلى تأخير تصعيد العدو الصهيوني الأمريكي الغربي  وحربهم على اليمن  في عدوان جديد على اليمن  والذي بدأ من يناير 2024م وحتى سبتمبر 2025م.

وخلال هذه الفترة تعرضت اليمن لقصف مكثف خلف خسائر باهضة سواء الكوكبة من الشهداء العسكريين بقيادة رئيس هيئة الأركان العامة الفريق محمد الغماري ورفاقه من الشهداء المجاهدين، بالإضافة إلى رئيس حكومة التغيير والبناء والوزراء الذين جادوا بالدم  ومثلهم الشهداء من الأبرياء المدنيين في مرافق الخدمة العامة والمواطنين الآمنيين،  عوضا عن الخسائر الاقتصادية وتدمير للبنية التحتية المتواضعة والمحدودة،  وذلك كله إزاء موقفها  الديني والإنساني في مساندة ابناء غزة، خلاصته  في تقرير صدر مؤخرا احتوى على تفصيل للخسائر المباشرة.

الثمن الذي دفعته اليمن لا يقتصر على  الخسائر  المباشرة التي من الشهداء العظماء أو تدمير المرافق الحيوية من مطارات وموانئ والحصار الاقتصادي بل المزيد من العزلة السياسية والضغوط الكبيرة الأمريكية الصهيونية دون توقيع اتفاق السلام مع دول الحرب على اليمن.

وفي المؤتمر الصحفي الذي نظمته الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، لإطلاق التقرير، قال رئيس الهيئة  علي تيسير "أن اليمن دفع ثمنا باهضا جراء عدوان  التحالفات العديدة التي أقامتها أمريكا وحلفاؤها بهدف إيقاف إسناد اليمن لغزة ، لكنها باءت بالفشل بالرغم ما خلفته من جرائم ودمار وتدمير ممنهج.

وأشار إلى أن هذا التقرير الوطني يكشف عن حجم الخسائر التي تكبدها اليمن طوال عامين من هذا العدوان الذي جاء في أساسه امتداداً للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، ومحاولة من الأعداء لإيقاف اليمن عن إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لأبشع جريمة إبادة جماعية في التاريخ الحديث.

وفي المؤتمر الصحفي، استعرض المستشار القانوني لوزارة العدل وحقوق الإنسان حميد الرفيق، التقرير الوطني بشأن العدوان الأمريكي الإسرائيلي الغربي على اليمن، خلال الفترة من يناير 2024 وحتى سبتمبر 2025م، نتيجة للموقف الديني والإنساني في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى هذا العدوان الذي نفذ ألفين و801 غارة على اليمن، أسفر عن استشهاد وإصابة ألف و669 مدنياً بينهم 441 شهيداً، وألف و228 جريحاً.. موضحاً أن من بين الشهداء 38 طفلاً و23 امرأة، ومن بين الجرحى 197 طفلاً و96 امرأة.

وتناول عددا من أبرز جرائم العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي على اليمن، ومنها اغتيال حكومة البناء والتغيير، واستهداف الموانئ والمطارات والمدن والأحياء السكنية والمستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى الهجمات التي استهدفت التجمعات والأعيان المدنية، وقطاعات الاتصالات والكهرباء ومنشآت خدمية واقتصادية أخرى.

ولفت الرفيق إلى الأضرار غير المباشرة جراء العدوان على اليمن والتي أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة أهمها تأجيل استحقاقات السلام مع دول تحالف الحرب على اليمن، والذي كان من المفترض أن يخفف من حجم الكارثة الإنسانية  من خلال دفع المرتبات والتعويضات وإعادة الإعمار ورفع الحصار،  الا أن اليمن فضلت التجارة مع الله وآثرت نصرة المظلومين في غزة وتحملت تبعات الواجب الديني وخاضت المعركة الإخلاقية والإنسانية دون النظر لموازين الربح والخسارة.

/انتهى/ 

R1376/P