انتبهوا.. لا وجود لـ"زيت وزان الجديدة" في الأسواق وهذه حقيقة زيت إشهارات "السوشيال ميديا"

مع بداية موسم جني الزيتون وارتفاع الطلب على الزيت الجديد، تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الإعلانات التي تقدم ما تسميه “زيت وزان الجديدة”، وتروج لها باعتبارها منتوجا أصيلا عالي الجودة، غير أن هذه الصورة اللامعة التي تسوق إلكترونيا، كما تؤكد مصادر مهنية مطلعة، لا علاقة لها بالواقع، خاصة أن زيت وزان الحقيقي لم يدخل بعد إلى الأسواق، وأن ما يعرض اليوم لا يمت بأي صلة للزيت المستخلص من أشجار الإقليم.
وأكد مصدر مهني من داخل القطاع لجريدة أخبارنا المغربية أن الزيت المتداول حاليا تحت وسم “الزيت الوزانية الجديدة” يتم استخلاصه في الغالب من زيتون مستقدم من ضيعات سقوية خارج الإقليم، وأنه لا يحمل أبدا مواصفات الزيت الجبلي المعروف في وزان، كما أوضح أن أشجار الزيتون بالمنطقة بورية تعتمد على الأمطار فقط، وهذا يجعل الإنتاج محدودا بطبيعته، فغالبية الفلاحين الذين جنوا محاصيلهم هذا الموسم يحتفظون بزيتهم للاستهلاك العائلي، وغالبا ما تتراوح الكميات التي يخرجونها بين 100 و200 لتر فقط في أفضل الأحوال، ما يعني أن المعروض الحقيقي من زيت وزان يكون ضئيلا جدا ولا يمكن أن يغطي الكم الهائل من الزيوت التي تغزو “السوشيال ميديا”.
ويضيف المصدر أن بعض المعاصر التي شرعت في الاشتغال داخل الإقليم — وهي قليلة جدا — تعتمد على الزيتون الذي يجلبه الوسطاء من مناطق أخرى داخل المملكة، من أصناف رديئة الجودة مقارنة بالزيتون المحلي، وبعض أنواع الزيتون السقوية الموجهة أساسا للتصبير وليس لاستخراج الزيت، حيث يتم طحن هذه الكميات وبيعها على أساس أنها زيت وزاني أصلي، مستغلين ثقة المستهلك في اسم الإقليم وجودته التاريخية.
وأوضح المتحدث أن زيت وزان الحقيقي يتميز بنكته الجبلية القوية وبمكونات عالية القيمة الغذائية، وهي صفات لا يمكن العثور عليها في الزيوت المستخلصة من أصناف سقوية سريعة الإنتاج، والتي تفتقر غالبا إلى تركيز البوليفينولات والنكهة المميزة للزيت البوري، حيث أكد أن التذوق وحده يكفي لكشف الفرق بالنسبة للمختصين في المجال، لأن زيت وزان يحمل طابعا فريدا لا يمكن تقليده.
وفي ظل الانتشار الكبير للإعلانات الممولة والمضللة، وجه المصدر نصيحة واضحة للمستهلك المغربي بعدم الانجرار وراء الوعود المغرية التي تروجها بعض الصفحات، داعيا إلى التزود من مصادر موثوقة فقط، من الفلاحين المعروفين بجني محصولهم من الضيعات الجبلية البورية، باعتبار أن شهرة وزان، كما يقول، "أصبحت اليوم مطمعا للاستغلال التجاري السريع، في وقت يستحق فيه المستهلك زيتا حقيقيا يرقى إلى مستوى السمعة التاريخية للإقليم".
ويبقى الوعي ضرورة ملحة في هذا الموسم الذي تتزاحم فيه الزيوت الحقيقية مع أخرى لا تحمل من وزان إلا الاسم، بينما يظل الزيت الأصلي نادرا، قليل الكمية، محفوظا لأصحابه، وبعيدا تماما عن صخب الإعلانات المضللة.