بالإجماع.. انتخاب "عبقري" على رأس شبيبة "البام" والقيادة الجديدة تتعهد بمواصلة النضال من أجل مغرب الكرامة والأمل

سبتمبر 28, 2025 - 11:50
 0
بالإجماع.. انتخاب "عبقري" على رأس شبيبة "البام" والقيادة الجديدة تتعهد بمواصلة النضال من أجل مغرب الكرامة والأمل

تحولت مدينة بوزنيقة على مدى يومي 26 و27 شتنبر 2025 إلى قبلة للطاقات الشابة لحزب الأصالة والمعاصرة، حيث التأم أزيد من 1200 مؤتمر ومؤتمرة من مختلف ربوع المغرب في محطة سياسية وتنظيمية استثنائية، جسدها المؤتمر الوطني الثاني لمنظمة شباب الحزب المنعقد تحت شعار لافت: "شباب يقود، أمل يعود". المؤتمر كان بمثابة احتفال ديمقراطي حيّ، طبعته نقاشات جريئة وتطلعات متجددة ورغبة جماعية في ضخ دماء جديدة داخل شرايين التنظيم الحزبي.

أبرز لحظات المؤتمر تجلت في عملية انتخاب القيادة الجديدة للشبيبة، حيث حسم المؤتمِرون بالإجماع في اختيار "صلاح الدين عبقري" رئيساً جديداً للمنظمة، ليحمل مشعل المرحلة المقبلة بروح المبادرة والتجديد، فيما آلت رئاسة المجلس الوطني لـ"سلمى أبلحساين المسطاسي"، في اختيار اعتبر بمثابة رسالة ثقة وإيمان بكفاءتها وقدرتها على تمثيل جيل شاب يصر على انتزاع مكانته في الفعل السياسي. المصادقة على المكتب التنفيذي الذي ضم ممثلين عن مختلف جهات المملكة أضفت على المشهد بعداً جهوياً متوازناً، يؤكد أن الشبيبة الحزبية تعكس بحق التنوع الوطني وتترجم إرادة الحضور في الميدان.

الافتتاح كان بصوت وزير الشباب وعضو القيادة الجماعية للحزب "محمد المهدي بنسعيد"، الذي أكد أن الحزب لا ينظر إلى الشباب كواجهة رقمية أو حشد انتخابي، بل كقوة اقتراحية حقيقية قادرة على صياغة البدائل. في المقابل، وقفت "نجوى ككوس"، الرئيسة السابقة للمنظمة، أمام المؤتمِرين بكلمات مؤثرة أعادت للأذهان سنوات التأسيس، مشيدة بصمود الشباب أمام محاولات التشكيك في جدوى التنظيم، ومؤكدة أن الشبيبة كانت وما تزال مدرسة للنضال و فضاء لترسيخ قيم الكفاءة والاستحقاق، رافضة منطق "الباراشوت" و منوهة بالانتصار لمنطق الجدارة والالتزام.

نقاشات المؤتمر لم تقف عند حدود انتخاب الأشخاص، بل امتدت إلى تقييم التجربة السابقة عبر التقريرين الأدبي والمالي، ومراجعة القانون الأساسي والوثيقة السياسية. وفي ورشات مفتوحة، أبدع الشباب في صياغة رؤية جديدة تتمحور حول التعليم الجيد كمدخل رئيسي للكرامة، ودعم المقاولات الناشئة كرافعة للأمل، وتشجيع الابتكار كسبيل لتجديد الثقة في المستقبل.

وعلى صعيد القضايا الوطنية، لم يفت المؤتمرين التأكيد على أن الصحراء المغربية ستظل جوهر الإجماع الوطني وعنوان الانتصار الدبلوماسي المتواصل للمغرب بقيادة الملك محمد السادس. كما صدحت القاعة برسائل التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع، في موقف وجد صدى قوياً لدى ممثل السفارة الفلسطينية بالمغرب. ولم يغب عن النقاش صدى الخطاب الملكي الأخير، حيث ثمن المشاركون دعوته إلى تكافؤ الفرص والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية، معتبرين أن الشباب هم الرهان الأكبر لتحقيق هذه الطموحات الوطنية.

واختتم المؤتمر على إيقاع توصيات حملت نَفَساً مستقبلياً، أبرزها تمكين الشباب من مواقع القرار السياسي والتنظيمي، وجعل المنظمة مختبراً للأفكار ومنصة للتأطير والتكوين، مع الانفتاح على المكونات الشبابية وطنياً ودولياً لنسج جسور الشراكة والتقاطع. و بإجماع المؤتمرين، كان الوعد واحداً: أن تظل منظمة شباب الأصالة والمعاصرة في طليعة المدافعين عن القضايا الوطنية، وفي مقدمتها الصحراء المغربية، وأن تواصل مساندتها للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهي تبني إلى جانب كل القوى الحية مغرب الكرامة والأمل والعيش الكريم تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

المؤتمر الثاني لشباب الأصالة والمعاصرة لم يكن مجرد محطة تنظيمية، بل كان لحظة فارقة تبعث برسالة قوية: أن جيلاً جديداً من المناضلين الشبان قرر أن يمسك بزمام المبادرة، وأن يكون في قلب المعركة الديمقراطية، بجرأة أكبر وحلم أوضح وأمل يتجدد.