بذور الشيا.. كنز غذائي قديم يعود ليقود ثورة الصحة واللياقة

بينما يتجه كثيرون نحو المكملات الغذائية لتعويض نقص الفيتامينات والمعادن، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض الأطعمة الطبيعية تتفوّق عليها بفضل قيمتها الغذائية المتكاملة. ومن أبرز هذه الأطعمة بذور الشيا، التي استعادت مكانتها في عالم التغذية الحديثة بعد أن كانت غذاءً رئيسياً لدى حضارات الأزتيك والمايا قبل قرون.
وتنحدر بذور الشيا من نبات عشبي يُعرف علمياً باسم Salvia Hispanica، يُزرع أصلاً في جنوب المكسيك وشمال غواتيمالا. ورغم صِغر حجمها، فإنها تُعد من أكثر الأطعمة غنىً بالألياف والبروتينات وأحماض أوميغا-3، وتُستخدم في العصائر، والشوفان، والحلويات، والمخبوزات. غير أن الخبراء يحذرون من تناولها جافة، لأنها تنتفخ بسرعة عند ملامستها للماء، ما قد يسبب مشكلات في الهضم أو البلع، لذا يُنصح دائماً بنقعها قبل الاستهلاك، خصوصاً لمن يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي.
وتتميّز بذور الشيا بتركيبتها الغذائية الغنية، إذ تحتوي على الألياف، وأحماض أوميغا-3، والأحماض الأمينية الأساسية، ومعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد والبوتاسيوم، إلى جانب فيتامين B3 ومضادات أكسدة طبيعية. وتشير البيانات إلى أن كل 100 غرام من بذور الشيا توفّر نحو 17 غرام بروتين و34.4 غرام ألياف و631 ملغ كالسيوم، وهي نسب تجعلها خياراً مثالياً لدعم صحة القلب والجهاز الهضمي وتقليل خطر الإصابة بالسكري.
ولا تقتصر فوائدها على الصحة العامة، بل تمتد إلى العناية بالبشرة، إذ يؤكد طبيب الجلدية التجميلي د. سيمون أوريان أن أحماض أوميغا-3 في الشيا تقلل الالتهابات وتهدئ تهيّج الجلد، بينما تساعد مضادات الأكسدة على محاربة أضرار الجذور الحرة، ما يمنح البشرة مظهراً مشرقاً وشباباً متجدداً.
ولإدخالها بسهولة في النظام الغذائي، يُوصي الخبراء ببدء تناولها بكميات صغيرة تتراوح بين ملعقة إلى ملعقتين صغيرتين يومياً، مع نقعها في الماء أو الحليب أو الزبادي قبل إضافتها إلى العصائر أو الحلويات أو الشوفان. فملعقتان كبيرتان منها تمنحان الجسم نحو 4.7 غرام بروتين و9.8 غرام ألياف، ما يجعلها عنصراً غذائياً بسيطاً لكنه فعّال في دعم الطاقة والصحة واللياقة بشكل طبيعي ومتوازن.