بعدما وظفها الكابرانات لسنوات ضد المغرب.. الفلسطينية "ريما حسان" تقلب الطاولة على الجزائر وتنسف أكاذيبها حول الصحراء

صفعة قوية وغير متوقعة تلك التي وجهتها البرلمانية الفرنسية من أصول فلسطينية، "ريما حسان مبارك"، بعد أن قلبت الطاولة على كل ما اعتادت الجزائر ترويجه في أوروبا لعقود. فالتدوينة التي نشرتها مؤخراً: "يجب فعلاً التوقف عن مقارنة فلسطين بقضية الصحراء المغربية"، لم تكن مجرد تصريح سياسي، بل كانت صدمة حقيقية للأجهزة الدعائية الجزائرية، التي رأت في "ريما" ورقة مضمونة لإعادة إنتاج سردياتها حول ملف الصحراء المغربية.
هذه الإشارة البسيطة، كسرت معادلة كانت الجزائر تروج لها بلا كلل، مفادها مساواة ملف الصحراء المغربية بالقضية الفلسطينية على أساس الاحتلال والحق السياسي. لكنها في الواقع، كما أوضحت "حسان"، قضية استرجاع أراضٍ تاريخية ضمن سيادة المغرب، تختلف جذرياً عن فلسطين التي تمثل قضية احتلال واستيطان معترف بها دولياً.
وبحسب عدد من المحللين، فإن ما جعل هذا التحول أكثر أهمية هو الوعي العميق للبرلمانية بالحملة الدعائية الجزائرية، التي حولت قضية فلسطين إلى أداة انتخابية ودعائية، وأدركت أن أي انحياز خاطئ سيضعها في قلب لعبة سياسية لا تتوافق مع الحقائق التاريخية والقانونية. كما أكدوا أيضا أن الضغوط الدولية والاعترافات المتزايدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية جعلت الموقف الأوروبي بحاجة إلى وضوح وصراحة، وهو ما فعلته "ريما حسان" بشكل مباشر وقاطع.
منذ نشر التدوينة، انهالت الهجمات على البرلمانية الفرنسية-الفلسطينية من وسائل الإعلام الجزائرية، متهمة إياها بخيانة القضايا العادلة والمساواة بين المغرب وإسرائيل، في دليل صريح على هشاشة خطاب الجزائر واعتمادها على أوراق دعائية قابلة للانهيار. صوت كانت الجزائر تعتبره حليفاً، أصبح فجأة شاهدًا على كذبها السياسي، بعد أن أظهر أن ورقة كانت تستخدم لأجيال لم تعد صالحة، وأن دعواها حول مساواة فلسطين بالصحراء تنهار أمام الحقيقة التاريخية.
هذه الخطوة لم تكن مجرد تصريح شخصي، بل إعلان صريح أن المغرب لا يحتاج إلى أصوات مستعارة أو أقنعة دعائية لتأكيد سيادته على أراضيه التاريخية. وهي تذكير صارخ بأن القانون الدولي والحقائق التاريخية يظلان دائماً أقوى من أي دعاية، وأن من حاولوا تحويل القضايا الإنسانية إلى أدوات سياسية، سيجدون أنفسهم عاجزين أمام الحقائق التي تثبت شرعية موقف المغرب.
باختصار، "ريما حسان مبارك" لم تقف على الحياد، بل وضعت النقاط على الحروف، وكسرت آلة البروباغندا الجزائرية بكلمة واحدة، لتصبح حديث أوروبا والمحللين السياسيين، فيما الجزائر تواجه صدمة غير مسبوقة أمام انهيار ورقتها الدعائية الأهم في السنوات الأخيرة.