بعيدًا عن الشعارات الفضفاضة.. الملك محمد السادس يجدد التزامه المستمر تجاه غزة عبر إجراءات فعلية على الميدان

مرة أخرى، يقدم الملك محمد السادس، نصره الله، الدليل العملي على أن التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يقاس بحجم الخطب الرنانة أو الشعارات الفضفاضة، بل بمدى القدرة على تحويل المواقف إلى أفعال ملموسة تخفف من معاناة السكان وتصل مباشرة إلى المستفيدين الحقيقيين.
وارتباطا بما جرى ذكره، أعلن بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج مساء أمس الإثنين، أن جلالة الملك، بصفته رئيسًا للجنة القدس، أصدر تعليماته السامية لإرسال مساعدات إنسانية جديدة إلى قطاع غزة، تتكون من حوالي 100 طن من المواد الغذائية والأدوية، موجهة أساسًا إلى الفئات الهشة وفي مقدمتها الأطفال والرضع. وحرص الملك، كما جرت العادة في كل المبادرات السابقة، على أن يتم إيصال هذه المساعدات عبر جسر جوي مباشر، بما يضمن وصولها الفوري إلى مستحقيها دون تأخير أو وساطة.
هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي امتدادًا لمسار متواصل من الالتزامات العملية، كان أبرزها تلك التي رافقت احتفالات عيد العرش المجيد مؤخرًا، حين أمر جلالته بإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة بلغ حجمها حوالي 180 طنًا، شملت مواد غذائية أساسية وحليبًا للأطفال وأدوية ومعدات جراحية وأغطية وخيامًا، وهي كلها عناصر عكست بجلاء الإرادة الملكية في التخفيف الفوري من الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان غزة.
الرسالة واضحة: المغرب بقيادة الملك محمد السادس لا يكتفي بترديد عبارات الدعم أو تكرار لازمة "نصرة القضية الفلسطينية"، بل يترجم هذا الالتزام إلى خطوات عملية ميدانية، تعكس صدق التضامن وعمق الشعور بالمسؤولية. وهذا ما يميز الموقف المغربي عن مواقف أطراف أخرى اعتادت المتاجرة بالقضية، والاكتفاء بإلقاء الخطب وإطلاق الشعارات التي لا تُسمن ولا تغني من جوع، ولم تُقدّم لسكان غزة ولو لتر حليب أو كسرة خبز أو دواءً لطفل مريض.
إن المبادرات الملكية المتكررة ليست مجرد مساعدات ظرفية، بل تعبير عن رؤية متكاملة ترى أن التضامن الحقيقي مع الشعب الفلسطيني يقتضي تقديم الدعم الملموس بعيدًا عن المزايدات، وتكريس العمل الميداني كأداة أساسية للتخفيف من المعاناة الإنسانية. وهو ما يجعل المغرب، مرة بعد أخرى، عنوانًا للجدية والالتزام الفعلي تجاه القضية الفلسطينية، بعيدًا عن جوقة الأصوات التي لا تملك سوى المتاجرة بالآلام وصناعة الوهم بالشعارات.
مواقف المغرب الراسخة والثابتة منذ عقود، جعلت سكان غزة، والفلسطينيون عموما، يدركون جيدًا من يقف إلى جانبهم بصدق، ومن يحاول استغلال قضيتهم لأغراض سياسية أو لتصفية حسابات إقليمية ضيقة. والدليل على ذلك حجم الرسائل التي بعث بها الغزاويون والغزاويات إلى أشقائهم في المغرب، معبرين عن شكرهم وامتنانهم الكبير للدعم المتواصل الذي تقدمه المملكة المغربية للقضية الفلسطينية، سواء عبر المساعدات الميدانية المباشرة أو من خلال الحضور الفاعل في مواقع صناعة القرار الدولي دفاعًا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.