بوريطة يؤكد من موسكو تواصله المكثف مع لافروف والهدف الحصول على تأييد روسي لمبادرة الحكم الذاتي

في زيارة وُصفت بأنها خطوة دبلوماسية مهمة نحو تعزيز الحضور المغربي في الساحة الدولية، حلّ وزير الخارجية ناصر بوريطة، اليوم الخميس، بالعاصمة الروسية موسكو، حيث عقد جلسة مباحثات موسعة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، جرى خلالها استعراض آفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية.

وخلال ندوة صحافية مشتركة، كشف بوريطة أنه تواصل مع لافروف ثلاث مرات خلال ستة أسابيع فقط، معتبراً أن هذا يدل على “حوار مستمر، بنّاء وإيجابي”، مشدداً على أن روسيا تظل شريكاً محورياً للمغرب في مختلف المجالات، وفاعلاً أساسياً في النظام الدولي.

الوزير المغربي نقل تحيات الملك محمد السادس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره لافروف، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين تمتد إلى القرن الثامن عشر، لكنها عرفت تطوراً ملحوظاً منذ توقيع إعلان الشراكة المعمقة عام 2016، والذي فتح الباب أمام تعاون متجدد في مجالات الاقتصاد والطاقة والتعليم والدفاع.

من جانبه، أشاد لافروف بمتانة العلاقات التاريخية بين الرباط وموسكو، مؤكداً التزام بلاده بمواصلة دعم التعاون الثنائي، خاصة في المجال الإنساني، حيث تستقبل روسيا أزيد من 4250 طالباً مغربياً يدرسون بمؤسساتها الجامعية. كما أعرب عن تقدير بلاده للدور المغربي البارز في القضية الفلسطينية، منوهاً بمكانة جلالة الملك محمد السادس كرئيس للجنة القدس.

كما أعلن الطرفان عن تأسيس لجنة عمل مشتركة بين وزارتي الخارجية لتعميق التنسيق السياسي والدبلوماسي بين البلدين، في وقت وصف فيه مراقبون اللقاء بأنه “تطور ملموس” في الموقف الروسي من قضية الصحراء المغربية، بعد تصريحات لافروف الأخيرة في نيويورك التي اعتُبرت إشارة إيجابية إلى دعم مقاربة الحل السياسي الواقعي تحت إشراف الأمم المتحدة.

وبهذا اللقاء، يبدو أن المغرب وروسيا يسيران نحو ترسيخ محور تعاون جديد قائم على الثقة والاحترام المتبادل، في سياق دولي متغير يشهد إعادة تموقع للفاعلين الاستراتيجيين في إفريقيا والعالم العربي.