تقرير دولي صادم.. جيل الشباب المغربي الحالي أقل تمسّكاً بالشعائر الدينية والمجتمع بسير نحو العلمانية

سبتمبر 9, 2025 - 16:40
 0
تقرير دولي صادم.. جيل الشباب المغربي الحالي أقل تمسّكاً بالشعائر الدينية والمجتمع بسير نحو العلمانية

في معطيات مثيرة للجدل، كشف مركز الأبحاث الأمريكي Pew Research، في دراسة نشرتها مجلة Nature تحت عنوان "مراحل التراجع الديني العالمي", أن المغرب يعيش بدوره مؤشرات واضحة على تغيّر علاقة الشباب بالدين، إذ أظهرت النتائج أن المغاربة دون سن الأربعين أصبحوا أقل التزاماً بالشعائر الدينية من جيل الكبار فوق الأربعين.

وحسب التقرير، فإن نسبة مشاركة الشباب في الممارسات الجماعية، مثل صلاة الجماعة أو التردد على المساجد، تقل بما بين 15 و20% مقارنة بالفئة الأكبر سناً. 

هذا المعطى يعكس بداية مرحلة ما يسميه الباحثون بـ"الانتقال العلماني"، حيث تتراجع الممارسات الطقوسية أولاً، ثم تنخفض المكانة المركزية للدين في الحياة الشخصية، قبل أن يصل الأمر في بعض السياقات إلى التخلي عن الانتماء الديني بشكل رسمي.

ورغم هذا التراجع، أوضح البحث أن الدين ما يزال يحتفظ بمكانة هامة في حياة الشباب المغاربة، وإن بدرجة أقل من الأجيال السابقة، إذ يواصلون اعتبار الإسلام مكوّناً أساسياً في هويتهم، لكن مع ميل أكبر إلى ربط الدين بالجانب الروحي والقيمي أكثر من الجانب الطقوسي الصارم. 

وفي ما يتعلق بالانتماء، بيّنت النتائج أن الغالبية الساحقة، سواء من الشباب أو من الكبار، ما زالت تعرّف نفسها كمسلمة، وهو ما يميز المغرب ودولاً مسلمة أخرى عن مجتمعات غربية تعرف نسباً متصاعدة من "اللانتماء الديني".

التقرير وضع المغرب ضمن الدول التي لا تزال في المرحلة الأولى من مسار "التحوّل الديني"، مشيراً إلى أن هذه الدينامية تختلف من بلد لآخر، حيث تسير بسرعة في المجتمعات الغربية المسيحية، بينما تتسم بالبطء في البلدان ذات الأغلبية المسلمة. 

 

ومع ذلك، فإن إشارات التغيير بدأت تظهر بوضوح لدى الأجيال الشابة المغربية، ما يفتح الباب أمام نقاش واسع حول مستقبل التدين في المجتمع المغربي.