تهديدات خطيرة .. تحذير للآباء من نشر صور أطفالهم على الإنترنت

في ظل تزايد مشاركة الآباء لصور أطفالهم على وسائل التواصل الاجتماعي، أصدرت الشرطة البريطانية والعديد من الخبراء تحذيرات عاجلة حول المخاطر الخفية وراء هذه الممارسة، مؤكدين أن ما يبدو مجرد مشاركة للذكريات قد يحمل في طياته تهديدات خطيرة للأطفال.
خطر غير مرئي: بصمة رقمية للأبد
ووفقًا للتحذير الذي نقلته صحيف "ذا صن" البريطانية، فإن الآباء يساهمون في بناء "بصمة رقمية" لأطفالهم منذ اللحظة التي يولدون فيها، وهي بصمة لا يمكن محوها أو التحكم فيها. قد تؤثر هذه الصور على مستقبل الطفل، سواء على المستوى المهني أو الاجتماعي، حيث قد يتم استخدامها ضده في مرحلة لاحقة من حياته.
ويؤكد الخبراء أن هذا الكم الهائل من المعلومات الشخصية، التي تُعرف بـ "المشاركة الوالدية المفرطة" (Sharenting)، يضع الطفل في موقف ضعف، حيث تُنشر تفاصيل حياته دون موافقته أو إدراكه للعواقب.
اقرأ أيضا تقرير يثير مخاوف بشأن برامج التحقق من العمر قبل حظر مواقع التواصل للمراهقين
كيف يمكن أن تُستخدم صور الأطفال بشكل ضار؟
الخطر الأكبر يكمن في كيفية استغلال هذه الصور من قبل جهات خبيثة. يمكن للمجرمين عبر الإنترنت، بما في ذلك المعتدون على الأطفال، جمع هذه الصور واستخدامها بطرق متعددة:
التهديدات الأمنية
قد تكشف الصور عن تفاصيل حساسة مثل زي المدرسة، أو موقع المنزل، أو حتى الأماكن التي يتردد عليها الطفل. يمكن استخدام هذه المعلومات لتحديد هوية الطفل وموقعه الجغرافي.
هذا و حذر رقيب شرطة من شرطة العاصمة البريطانية (Met Police) من أن الصور قد تُجمع وتُعاد مشاركتها على مواقع غير قانونية، مما يعرض الأطفال للاستغلال، وقد أكد الضابط أنه شهد حالات تم فيها استخدام منشورات الآباء لتحديد واستهداف الأطفال لأغراض غير مشروعة.
نصائح للآباء لحماية أطفالهم
لتقليل المخاطر، يقدم الخبراء مجموعة من النصائح الأساسية التي يجب على كل والد اتباعها:
تجنب مشاركة الصور الحساسة:
لا تنشر صورًا للأطفال في مواقف حميمية أو حساسة، مثل صور الاستحمام أو ارتداء ملابس خفيفة.
فكر في الخصوصية
قبل نشر أي صورة، اسأل نفسك: هل سيوافق طفلي على نشر هذه الصورة عندما يكبر؟
راجع إعدادات الخصوصية
تأكد من أن حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة، وأن الصور لا يمكن الوصول إليها إلا من قبل دائرة محدودة من الأصدقاء الموثوق بهم.
كن حذرًا من التفاصيل
انتبه جيدًا لما يظهر في خلفية الصورة، قم بتجنب ظهور لافتات الشارع، أو اسم المدرسة، أو أي تفاصيل قد تكشف عن موقع الطفل.