خريطة خلوية كاملة تكشف أسرار أخطر بعوضة

بدأ فريقٌ من جامعة روكفلر، بالتعاون مع خبراء دوليين، بإطلاق أول أطلس خلوي شامل لبعوضة الزاعجة المصرية، أحد أخطر النواقل للأمراض مثل الحمى الصفراء. ويقدّم المشروع بيانات دقيقة على مستوى الخلية للتعبير الجيني عبر 19 نسيجاً تشمل الذكور والإناث، مع إتاحة أكثر من 367 ألف نواة خلوية للبحث العلمي المفتوح.
اعتمد الباحثون تقنية تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي النواة (snRNA-seq) لتحديد 69 نوعاً خلوياً ضمن 14 فئة رئيسية، بما في ذلك أنواع لم تُرصَد من قبل. ويسمح ذلك برسم خرائط للجينات الحسّاسة للشم والحرارة والطعم عبر أنسجة متعددة، من قرون الاستشعار حتى الأرجل.
إلى ذلك، يكشف الأطلس انتشاراً واسعاً للعصبونات الحسية متعددة الأنماط المسؤولة عن استشعار الحرارة والطعم، ما يفسّر كفاءة البعوض في تعقّب العوائل والتغذي عليها والبحث عن مصادر السكر والماء. وتمثل هذه الخريطة أداة لتوليد فرضيات قابلة للاختبار حول السلوكيات المرتبطة باللدغ والتكاثر.
كما يرصد المورد تبدلات ملحوظة في دماغ الأنثى بعد وجبة الدم؛ إذ يتراجع اهتمامها بالعائل البشري وتتحوّل أولوياتها نحو تطوير البيض، مدفوعة أساساً بتغيّرات في الخلايا الدبقية رغم أنها تمثّل أقل من 10% من خلايا الدماغ. وبالمجمل، تبدو الفروق الخلوية بين الجنسين محدودة خارج الأعضاء التناسلية وبعض المجموعات المتخصصة.
ختاماً، يوفّر «أطلس البعوض» مرجعاً عالمياً لتسريع أبحاث البيولوجيا الخلوية والسلوكية، ويفتح الباب لتطوير أدوات مبتكرة لمكافحة النواقل عبر استهداف مسارات جزيئية محددة. ومع توحيد المعايير وتغطية أنسجة متعددة لكلا الجنسين، يردم هذا العمل فجواتٍ طالما أعاقت مقارنة الدراسات ودفع تطبيقاتها الوقائية.