دراسات تكشف: جهازك المناعي قد يشيخ أسرع مما تتخيل

كشفت دراسات حديثة أن الجهاز المناعي قد يشيخ أسرع مما نعتقد، حتى لدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة ولياقة بدنية، ما يزيد خطر الإصابة بالعدوى والاضطرابات المناعية. وأوضح الدكتور كريس رودس، خبير الكيمياء الحيوية الغذائية، أن «الشيخوخة المناعية» تعني تباطؤ أداء الخلايا الدفاعية وارتفاع معدل الأخطاء في التعرف على مسببات الأمراض، وهو ما يقلل من قدرتنا على مقاومة العدوى وحماية الجسم مع التقدم في العمر.
وتبدأ هذه التغيرات، بحسب الخبراء، في الظهور بعد سن الخامسة والثلاثين، حين تفقد الغدة الزعترية تدريجياً قدرتها على إنتاج الخلايا التائية المسؤولة عن مواجهة الفيروسات والبكتيريا. كما يصبح الجهاز المناعي أقل مرونة في التعامل مع المستضدات الجديدة، وتزداد حدة الالتهابات منخفضة الدرجة التي تسرّع بدورها من ظهور الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والتنكس العصبي.
وذكرت الطبيبة بوجا غيدواني، أخصائية الطب الباطني في لوس أنجليس، أن من أبرز علامات شيخوخة المناعة تكرار الإصابة بنزلات البرد، وبطء التئام الجروح، والتعب المزمن، وضعف الاستجابة للقاحات. وأكدت أن الالتهاب المزمن يمثل المحرك الخفي لتراجع وظائف الجهاز المناعي، إذ يُبقي الجسم في حالة تأهب مستمرة تُنهك الخلايا الدفاعية بمرور الوقت.
ولإبطاء هذه العملية، شدد الخبراء على أهمية تبني خمس عادات رئيسية، أبرزها تنويع النظام الغذائي لاحتواء وجبات يومية على عناصر غنية بمضادات الأكسدة والبوليفينولات ودهون أوميغا 3 التي تدعم صحة ميكروبيوم الأمعاء، المسؤول عن تدريب الخلايا المناعية. كما يلعب النوم الجيد والتحكم في التوتر دوراً محورياً، إذ يؤدي الحرمان من النوم أو ارتفاع هرمون الكورتيزول إلى تسريع شيخوخة الخلايا المناعية.
وأوصى رودس بممارسة الرياضة المنتظمة باعتدال، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات، لأنها تحفّز المناعة دون إجهادها. أما الأنشطة المكثفة مثل الماراثون أو رفع الأثقال الثقيلة فقد تسبّب التهابات حادة تؤدي إلى نتيجة عكسية. هكذا، يظهر أن أسلوب الحياة المتوازن هو خط الدفاع الأول ضد التقدم المناعي في العمر، وأن الحفاظ على شباب جهاز المناعة يبدأ من العادات اليومية البسيطة.