رائحة الفم الكريهة عند الاستيقاظ: متى تكون طبيعية ومتى تستدعي القلق؟

تُعدّ رائحة الفم الكريهة عند الاستيقاظ من النوم أمراً شائعاً بين معظم الناس، وغالباً ما تكون طبيعية وغير مقلقة، لكنها قد تكون أحياناً إشارة تحذيرية لمشكلات صحية كامنة، وفق ما أوضحه الدكتور محمد علي، طبيب الأسنان في تقرير نشره موقع "سوري لايف".

وأوضح الدكتور علي أن انخفاض تدفق اللعاب أثناء النوم هو السبب الرئيسي للرائحة، حيث يؤدي إلى تراكم البكتيريا في الفم. فاللعاب ليس مجرد مرطّب، بل يحتوي على مركبات مضادة للميكروبات مثل اللاكتوفيرين والليزوزيم والغلوبولينات المناعية، التي تعمل على محاربة البكتيريا والتقليل من الحموضة وبقايا الطعام.

لكن استمرار الرائحة بشكل قوي أو مزمن قد يُنذر بوجود مشكلات صحية مثل أمراض اللثة، والتي قد تبدأ دون أعراض واضحة. فالبكتيريا المرتبطة برائحة الفم تنتج غازات كبريتية تتسبب بتلف أنسجة دواعم الأسنان، ما يجعل الرائحة مؤشراً مبكراً على بداية المرض.

ومن الأسباب الأخرى الشائعة جفاف الفم المزمن، الناتج عن بعض الأدوية مثل أدوية ضغط الدم ومضادات الاكتئاب ومضادات الهيستامين، التي تقلل من إفراز اللعاب، مما يُتيح للبكتيريا فرصة أكبر للتكاثر، ويُفاقم الرائحة.

كذلك، قد تكون التهابات الجيوب الأنفية والحلق، مثل التنقيط الأنفي الخلفي أو حصوات اللوزتين، سبباً لتكوّن رائحة غير مستساغة لا تُزال بسهولة حتى مع غسول الفم، لأنها تنشأ من عمق الحلق.

كما يُشير الخبراء إلى أن حالات مثل ارتجاع المريء قد تُسبب صعود أحماض المعدة ليلاً، ما يؤدي إلى رائحة غير معتادة، بينما قد ترتبط الرائحة الكريهة المستمرة أيضاً بأمراض مزمنة مثل السكري، أو مشاكل الكبد والكلى.

وللوقاية، يُنصح بـ:

تنظيف الأسنان واللسان جيداً يومياً باستخدام الفرشاة والخيط.

الحفاظ على رطوبة الجسم وشرب الماء بانتظام.

استخدام غسولات فموية مضادة للبكتيريا وخالية من الكحول.

تجنب الوجبات الخفيفة ليلاً، والانتباه إلى الأطعمة ذات الرائحة القوية مثل الثوم والبصل.

مراجعة الطبيب إذا استمرت الرائحة بشكل مزمن، خاصةً إن رافقتها أعراض أخرى.

ورغم أن رائحة الفم الصباحية غالباً ما تكون عرضاً طبيعياً، إلا أن الانتباه لتغيرها أو استمرارها يمكن أن يكون المفتاح لاكتشاف مشاكل صحية أبكر مما نتوقع.