رغم منع زراعته بعدة مناطق.. المغرب يتفوق على إسبانيا في سوق "الدلاح" الأوروبي
أكدت معطيات أوروبية حديثة أن المغرب أصبح المورد الأول للبطيخ الأحمر إلى أسواق الاتحاد الأوروبي، متقدما على إسبانيا التي ظلت لسنوات تسيطر على هذا السوق الحيوي، حيث وحسب بيانات صادرة عن مؤسسة "يوروستاكوم" فإن صادرات المغرب من "الدلاح" نحو أوروبا ارتفعت خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية بأكثر من 53 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتتجاوز الكميات المصدرة 130 ألف طن بعدما لم تتجاوز 85 ألف طن في الفترة ذاتها من 2024.
ويأتي هذا الانتعاش اللافت بعد التراجع الذي عرفه القطاع في السنة الماضية، ليعيد البطيخ الأحمر المغربي إلى واجهة التنافسية الأوروبية رغم القيود المفروضة على زراعته في عدد من المناطق داخل المملكة بسبب أزمة ندرة المياه، حيث منعت السلطات زراعة "الدلاح" في بعض الأقاليم المتضررة من الجفاف، ما أثار نقاشا واسعا حول التوفيق بين متطلبات السوق الخارجية والضغط على الموارد المائية الوطنية.
وكانت إسبانيا وفرنسا الوجهتان الرئيسيتان للصادرات المغربية، حيث يشهد الطلب على هذه الفاكهة ذروته في فصل الصيف، بينما مكن متوسط سعر بلغ 0.91 يورو للكيلوغرام من تعزيز قدرة المنتوج المغربي على منافسة نظيره الإسباني في السوق الأوروبية.
ويعكس هذا التفوق قدرة الفلاحين المغاربة على الاستجابة لمتطلبات الأسواق الخارجية، غير أنه يعيد في الآن ذاته النقاش حول الكلفة البيئية والاجتماعية لزراعة "الدلاح" داخل البلاد، خاصة في ظل استمرار تراجع حقينة السدود وشح الموارد المائية، إذ وبينما يسجل المغرب إنجازا تجاريا جديدا في الأسواق العالمية، يظل التحدي الأكبر هو التوفيق بين الطموح التصديري والحفاظ على الأمن المائي الوطني.
