روبلوكس تحت المجهر: لعبة أطفال أم جحيم رقمي مقنّع؟

نوفمبر 9, 2025 - 12:25
 0
روبلوكس تحت المجهر: لعبة أطفال أم جحيم رقمي مقنّع؟

فجّرت صحيفة "الغارديان" البريطانية فضيحة مدوّية تتعلق بمنصة الألعاب الشهيرة "روبلكس" (Roblox)، التي لطالما اعتُبرت من أشهر الألعاب الموجّهة للأطفال في العالم، إذ تضم أكثر من 100 مليون مستخدم نشط يومياً، نصفهم دون سن الثالثة عشرة. التحقيق الاستقصائي، الذي أجرته المراسلة سارة مارتن من أستراليا، كشف عن واقع صادم يتجاوز الترفيه إلى بيئة رقمية مشحونة بالتحرّش والتنمر والممارسات الخطيرة، حتى مع تفعيل أدوات الرقابة الأبوية.

قررت سارة دخول اللعبة بشخصية افتراضية لطفلة تبلغ 8 سنوات، فوجدت نفسها وسط مشاهد مثيرة للقلق داخل لعبة "Dress to Impress" التي يُفترض أنها تدور حول مسابقات تنسيق الأزياء. لكنها صُدمت من وجود محتوى مسيء، غرف سرية مرعبة، وسلوكيات جنسية مكشوفة. وأوضحت أنها تعرّضت، من خلال شخصيتها، للتحرش والتنمر وحتى القتل الافتراضي، واصفة التجربة بأنها "رعب موجه للأطفال".

وتعليقاً على ذلك، شبّه البروفيسور ماركوس كارتر من جامعة سيدني هذه التجربة بـ"مقامرة رقمية للأطفال"، منتقداً النظام الاقتصادي داخل روبلوكس الذي يسمح بإنفاق أموال حقيقية من أجل السيطرة أو السخرية من اللاعبين الآخرين، مثل شراء امتيازات لرمي القاذورات. واعتبر أن الشركة تشجّع القاصرين على تطوير ألعاب مدفوعة، ما وصفه بـ"استغلال مقنّع لعمالة الأطفال تحت غطاء الإبداع".

ورغم تحقيقها أرباحاً ضخمة وقيمة سوقية تصل إلى 92 مليار دولار، تواجه شركة Roblox Corporation دعاوى قضائية متزايدة في الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالتحرش واستغلال القُصّر. وفي أستراليا، حذّرت مفوضة السلامة الرقمية من استمرار المنصة في تجاهل التهديدات الأمنية التي يتعرض لها الأطفال، رغم استثنائها من الحظر الجديد المفروض على بعض تطبيقات التواصل.

وتحاول روبلوكس، من جهتها، الحفاظ على صورتها كمنصة إبداعية، من خلال التعاون مع شركات ترفيه كبرى مثل Mattel والفنانة ليدي غاغا، وإطلاق منتجات واقعية، إلا أن الانتقادات تستمر في التصاعد، مع حذف بعض الوضعيات والرقصات إثر شكاوى الآباء والأمهات.