صوصي علوي لـ"أخبارنا".. توالي الاعترافات بدولة "فلسطين" يعرّي تجار الأزمات ويفتح الطريق نحو هدنة وشيكة
أوضح الدكتور "أمين صوصي علوي"، الباحث في الإعلام والقضايا الجيوسياسية، أن تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يمثل خطوة مهمة تمارس ضغطًا كبيرا على إسرائيل وحلفائها، وتفتح الباب أمام إمكانية التوصل إلى هدنة جادة.
وفي تصريح خص به موقع "أخبارنا"، أشار "صوصي علوي" إلى أن هذه الاعترافات تشكل إحراجًا للتيارات المتطرفة داخل إسرائيل وخارجها، وتمنح القضية الفلسطينية زخمًا جديدًا على المستوى الدولي، لافتًا إلى أن النجاح الحقيقي لهذا المسار يتطلب ضغوطًا فعلية على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق تهدئة حقيقية.
في سياق متصل، شدد "صوصي علوي" على أن هذه الاعترافات قد تخفف جزئيًا من الأزمة الحالية، لكنها لن تحقق الحل الكامل دون وجود ضغوط فعلية على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لإنهاء العنف والوصول إلى تفاهمات جدية.
كما أشار الباحث المغربي إلى أن المملكة العربية السعودية، إلى جانب مصر والمغرب والإمارات، تملك أدوات دبلوماسية قوية لاحتواء التصعيد، مشددًا على أن الدور السعودي يمثل ضمانة أساسية لتحقيق تقدم، لا سيما في ظل العلاقات المتوازنة مع الإدارة الأمريكية الحالية، وهو ما يهيئ مناخًا أفضل لتحقيق حلول عملية على الأرض.
وأضاف "صوصي علوي" أن الاعترافات الدولية بفلسطين تشكل إحراجًا للتيارات المتطرفة داخل إسرائيل وخارجها، خصوصًا اللوبيات الداعمة لها، مؤكدًا أن الأزمة لم تعد تقتصر على طرفين متصارعين فقط، بل أصبحت مرتبطة بأطراف إقليمية ودولية تسعى لاستثمار استمرار العنف لأهداف سياسية واستراتيجية.
واعتبر الباحث أن قوة هذه الاعترافات تكمن في أنها تأتي من مبادرات عربية، وعلى رأسها السعودية، ما يميزها عن مبادرات أجنبية سابقة فشلت بسبب افتقادها للجدية. وأكد أن نجاح هذا المسار يعكس قوة الدبلوماسية السعودية ويمنح القضية الفلسطينية زخمًا جديدًا على الصعيد الدولي.
وعن رد الفعل الإسرائيلي المتوقع، قال "صوصي علوي" إن هناك تيارًا تقليديًا مدعومًا من اللوبي الصهيوني في واشنطن يسعى لإطالة مسار "سلام بلا سلام"، في حين يمثل تيار "نتنياهو" المتطرف تحديًا يمكن احتواؤه بالضغط الدولي، معتبرًا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تملك القدرة على تعطيل الاعتراف الدولي بفلسطين.
في النهاية، شدد الباحث على أن الاعتراف الدولي المتزايد بفلسطين يمثل فرصة حقيقية لاحتواء العنف والتطرف في المنطقة، خصوصًا مع إدراك الإدارة الأمريكية الحالية لأهمية حسم هذا الملف بعيدًا عن التلكؤ التقليدي، ما قد يفتح صفحة جديدة في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
