ضبابية الدماغ في سن اليأس.. عوامل مؤثرة وحلول عبر "طب نمط الحياة"

أغسطس 18, 2025 - 14:25
 0
ضبابية الدماغ في سن اليأس.. عوامل مؤثرة وحلول عبر "طب نمط الحياة"

بحلول عام 2030، يُتوقع أن تدخل 47 مليون امرأة سنوياً مرحلة انقطاع الطمث، التي قد تمتد لعدة سنوات وترافقها تغيّرات جسدية ونفسية ومعرفية، أبرزها ما يُعرف بـ"ضبابية الدماغ". ويشير هذا المصطلح إلى صعوبات في التركيز والذاكرة وصفاء الذهن، حيث تعاني النساء من نسيان الأسماء والمواعيد أو وضع الأشياء في غير أماكنها. ورغم أن هذه الأعراض قد تثير القلق، إلا أنها غالباً ما تختفي بعد انقطاع الطمث ولا تُعد مؤشراً على الخرف، وفقاً لدراسة نشرتها منصة "ذا كونفيرسيشن".

وتوضح الورقة البحثية، التي أعدتها باحثتان من الكلية الجراحية الملكية الأيرلندية، أن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين يمثل العامل الأبرز وراء هذه التغيرات الإدراكية، إضافةً إلى تأثير الهبات الساخنة والتعرق الليلي وقلة النوم وسوء المزاج. غير أن الخبر السار يكمن في أن كثيراً من هذه العوامل قابلة للتعديل من دون الحاجة إلى أدوية، وذلك عبر تبني ما يُعرف بـ"طب نمط الحياة".

ويقوم هذا النهج الطبي على ست ركائز أساسية: النوم المنتظم، والنشاط البدني، والتغذية المتوازنة، وإدارة التوتر، والتواصل الاجتماعي، وتجنب المواد الضارة. وتشير الأبحاث إلى أن تحسين جودة النوم عبر تجنب الكافيين مساءً والالتزام بجدول نوم ثابت، إلى جانب ممارسة النشاط البدني بانتظام مثل المشي السريع أو تمارين تقوية العضلات، يمكن أن يُحدث فرقاً ملموساً. كما تساعد تقنيات اليقظة الذهنية، واليوغا، والعلاج السلوكي المعرفي في خفض مستويات التوتر وتحسين القدرات العقلية.

أما على صعيد التغذية، فيبرز النظام الغذائي المتوسطي الغني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والأسماك بوصفه داعماً للذاكرة وتقليل التدهور المعرفي، فيما يُعد التواصل الاجتماعي عاملاً أساسياً في الحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من العزلة والاكتئاب. ويُحذر الخبراء من الإفراط في استهلاك الكحول والمواد الضارة التي قد تؤثر سلباً على النوم والمزاج والذاكرة، مؤكدين أن إدارة نمط الحياة بشكل متكامل قد يساهم بفعالية في تخفيف أعراض "ضبابية الدماغ" ودعم الصحة العامة خلال فترة انقطاع الطمث.