عراك أطفال يتحوّل إلى مأساة دموية تهزّ السوالم

تحول خلاف بسيط بين أطفال صغار بدوار "الحداية" بجماعة السوالم، التابعة لإقليم برشيد، إلى جريمة دامية راحت ضحيتها أم خمسينية، فيما نُقلت ابنتها إلى المستشفى في حالة صحية حرجة، بعد أن طالهما اعتداء مروّع نفذه جار وزوجته باستعمال السلاح الأبيض والهراوات، في واقعة هزّت الرأي العام المحلي وأعادت إلى الواجهة جدل العنف الناتج عن التهور وسوء الجوار .
واندلعت الشرارة الأولى للمأساة حين دخل أطفال الجيران في شجار عرضي، قبل أن يتطور الأمر إلى ملاسنات حادة بين الأسر، لتحتدم المواجهة بين الأم وابنتها من جهة، والجار وزوجته من جهة ثانية، دون أن تنجح محاولات الصلح التي باشرها بعض الجيران، بسبب تشبث كل طرف بموقفه وعنادهم في أمر كان يمكن تجاوزه بسهولة .
كما دفع التصعيد الخطير الجار إلى اتخاذ قرار متهور باقتحام بيت الضحية، وهو يحمل سكينا وهراوة، مرفوقا بزوجته، قبل أن يشرع في توجيه طعنات إلى جسد المرأة، ومحاولة ضربها على الرأس، ما تسبب في ارتطامها العنيف بالحائط وسقوطها أرضا، وهي تحتضر وسط صراخ الجيران الذين صُدموا من هول المشهد الدامي .
وواصل المعتديان سلوكهما العدواني من دون وعي بعواقبه، حيث هاجما ابنة الضحية متسببين لها في إصابات بليغة استدعت نقلها على وجه السرعة لتلقي العلاجات، في حين جرى نقل الأم إلى المستشفى في محاولة لإنقاذ حياتها، غير أن حالتها الحرجة عجلت بوفاتها رغم تدخلات الطاقم الطبي، ليتم إخضاع جثتها للتشريح الطبي بأمر من النيابة العامة المختصة .
وباشرت عناصر الدرك الملكي تحقيقا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة، بعد أن تلقت إشعارا بوقوع الجريمة، حيث جرى توقيف الزوجين وإخضاعهما لتدبير الحراسة النظرية، في انتظار تعميق البحث معهما وتحديد ظروف وملابسات الواقعة، وما إن كانت لهما سوابق أو أفعال مشابهة، قبل عرضهما على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بسطات لاتخاذ المتعين في حقهما .