"غوتيريش" يوصي بتمديد ولاية المينورسو ويؤكد تأثير قيود البوليساريو على الاستقرار في الصحراء
قدّم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقريره السنوي إلى مجلس الأمن حول الوضع في الصحراء، أوصى فيه بتمديد ولاية بعثة المينورسو لعام إضافي حتى 31 أكتوبر 2026.
وأوضح التقرير أن البعثة وافقت على طلبات القوات المسلحة الملكية المغربية لبناء ملاجئ عسكرية في منطقتي أم دريكة والمحبس، ضمن جهود تعزيز المراقبة والاستقرار، كما لم تُبد أي اعتراض على مشروع الطريق الرابط بين أمغالا وبئر أم كرين.
وأفاد تقرير غوتيريش بأن بعثة المينورسو واصلت تلقي تقارير عن إطلاق نار من جبهة البوليساريو تجاه وحدات الجيش المغربي قرب الجدار الرملي، بالإضافة إلى غارات مزعومة نفذتها طائرات مسيرة تابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية شرق الجدار.
وأوضحت البعثة أن معظم الحوادث غرب الجدار وقعت قرب المحبس، وغالبية الطلقات سقطت في مناطق نائية دون أضرار كبيرة، بما في ذلك انفجار أربعة صواريخ قرب موقع المينورسو في السمارة دون تسجيل إصابات.
كما سجل التقرير تسع غارات مزعومة ضد "الجيش الصحراوي" أودت بحياة 21 شخصًا وأصابت 7 آخرين، إلا أن جبهة البوليساريو لم تمنح البعثة إذنًا للتحقيق فيها. وأشار التقرير إلى أن المغرب أكمل إنشاء طريق بطول 93 كلم من السمارة إلى موريتانيا عبر الجدار الرملي، لكنه لم يُفتح رسميًا بعد.
وعلى صعيد التحديات التشغيلية، أبرز التقرير أن المينورسو تواجه قيودًا على الوصول إلى المعلومات والمواقع، ونقص التمويل، وحدود الحركة، وصعوبة التواصل مع جبهة البوليساريو، ما يعيق تنفيذ مهامها بالكامل.
كما أكدت الوثيقة استمرار تقديم وكالات الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية للاجئين في مخيمات تندوف، وسط تدهور الوضع الغذائي والصحي وارتفاع معدلات سوء التغذية وفقر الدم بين النساء والأطفال.
سلّط التقرير الضوء على الدور الدبلوماسي لمبعوث الأمين العام الشخصي، ستافان دي ميستورا، الذي قام بجولات مكثفة شملت الجزائر ونيويورك وموسكو والعيون لإحياء العملية السياسية. وأكدت الرباط تمسكها بمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب عام 2007، فيما شددت الجزائر على ضرورة مفاوضات مباشرة وغير مشروطة مع جبهة البوليساريو.
ولفت التقرير إلى تزايد اهتمام الولايات المتحدة بالملف، مؤكدة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، بينما تظل روسيا والجزائر متمسكتين بمبدأ تقرير المصير. ويأتي هذا في وقت يواصل فيه مجلس الأمن التحضير للتصويت على تمديد ولاية المينورسو، في إطار الجهود الدولية للحفاظ على الاستقرار في الصحراء وإحياء العملية السياسية المتوقفة منذ سنوات.
