فرار "الجن" من قبضة "الكابرانات" يتحول إلى فضيحة عالمية هزت أركان الجيش الجزائري.. تفاصيل جديدة (فيديو)

أثارت أنباء هروب الجنرال الجزائري "عبدالقادر حداد"، المعروف بـ"ناصر الجن"، صدمة واسعة داخل الجزائر وخارجها، لتتحول إلى فضيحة عسكرية وأمنية عالمية تناولتها كبريات الصحف والقنوات الدولية من قبيل قناة الـ BBC الإنجليزية وصحيفة Le Point الفرنسية، إضافة إلى وسائل إعلام إسبانية مثل El Confidencial، التي وصفت العملية بأنها "استثنائية وسينمائية".
في سياق متصل، أقدم "الجن" على الفرار في ساعات الفجر الأولى بين الثامن عشر والتاسع عشر من شهر سبتمبر، على متن زورق سريع عبر البحر المتوسط، ليصل إلى ساحل "كوستا بلانكا" في أليكانتي، وسط سرية تامة، وفق مصادر الشرطة الإسبانية ومخترقين جزائريين.
وكان الجنرال "حداد" قد أُقيل قبل أربعة أشهر من منصبه لأسباب غير معلنة، ووُضع تحت الإقامة الجبرية بعد نقله إلى سجنين عسكريين، مع تهم مجهولة كانت ستؤدي إلى محاكمته قريبًا. وعند وصوله إلى إسبانيا، صرح "حداد" بأنه هرب لإنقاذ حياته، مؤكداً أن مصيره كان سيُزيف على شكل انتحار قبل محاكمته.
في الجزائر العاصمة، شهد يوم الهروب انتشارًا أمنيًا غير مسبوق، وصفته الصحافة الإسبانية بأنه يذكر بالعشرية السوداء في التسعينيات، مع إغلاق الطرقات، وإنشاء حواجز للشرطة والجيش، وتفتيش المنازل والسيارات بشكل موسع. وعلى الرغم من ضخامة الحدث، لم تصدر وسائل الإعلام الرسمية الجزائرية أي تعليق، فيما اقتصرت بعض المصادر المحلية على ذكر المناصب السابقة للجنرال دون التطرق إلى تفاصيل الفرار.
ووفق الـ BBC دائما، فإن هذا الهروب ليس الأول من نوعه، إذ يمتلك "حداد" منزلاً في أليكانتي، وقد أقام هناك سابقًا هربًا من حملات التطهير التي قادها رئيس الأركان الراحل "أحمد قايد صالح" بعد الإطاحة بالفريق "محمد مدين" رئيس المخابرات الجزائرية في سنة 2015، قبل أن يعود لاحقًا إلى الجزائر ويُعين مديرًا للمركز الرئيسي للعمليات.
ذات المصدر شدد على أن هروب الجنرال "حداد" يكشف عن عمق الأزمة داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية، ويطرح تساؤلات حول الأمن الداخلي وغياب الشفافية في إدارة ملفات الجنرالات السابقين، ليصبح الحادث محور جدل واسع على المستوى الدولي، ومثالاً صارخًا على الهشاشة الأمنية والاضطرابات التي تهز أركان الدولة، سيما بعد تداول أنباء عن امتلاكه وثائق سرية تتضمن قائمة بأسماء مسؤولين كبار هربوا أموالا ضخمة إلى دول أوروبية وآسيوية بالإضافة إلى تفاصيل أكثر حساسية عجلت باعتقاله قبل أن يتم تسريبها إلى الإعلام الدولي.