لمراوي: مطالب جيل Z212 وصلت.. لكن من المستفيد من الفوضى؟

اعتبر الخبير في العلوم السياسية والاجتماعية بلال لمراوي أن الاحتجاجات التي اصطلح عليها بـ"جيل Z212" تختلف في جوهرها عن حركة 20 فبراير، سواء من حيث طبيعة المطالب أو من حيث طريقة التنظيم.
وأوضح لمراوي، في تصريح خص به "أخبارنا المغربية"، أن هذا الجيل ابن التحولات الرقمية والتواصلية الكبرى، جيل معولم ينظر إلى الأوضاع الاجتماعية بمنطق المقارنة مع الخارج، ويختلف حتى في معجمه التواصلي عن الأجيال السابقة، مبرزا أن هذه الخصوصية تجعل التعامل معه مختلفا وصعب التوقع.
وأضاف المتحدث ذاته أن مطالب جيل Z212 اجتماعية محضة، بخلاف مطالب حركة 20 فبراير التي حملت أبعادا سياسية واضحة، مشيرا إلى أن احتجاجات هذا الجيل تتحرك في فضاءات رقمية افتراضية، دون قيادة أو تأطير تنظيمي واضح، ما يمنحها طابع العفوية وغياب البوصلة.
وبخصوص تدخل السلطات، شدد لمراوي على أن المقاربة الأمنية تظل مشروعة، لأنها ترتكز بالأساس على التحقق من هوية المتظاهرين ومعرفة خلفياتهم، محذراً في الوقت ذاته من أن غياب التأطير قد حوّل بعض التحركات إلى "بيئة خصبة للعنف"، وهو ما تجلى، وفق تعبيره، في أعمال تخريبية استهدفت الممتلكات العمومية والخاصة، بل وصلت حد محاولة السطو على أسلحة بمقر للدرك الملكي.
وختم الخبير في العلوم السياسية تصريحه بالتأكيد على أن صوت الشباب وصل بالفعل إلى من يهمهم الأمر، وبالتالي لم يعد من المجدي ترك المجال مفتوحا أمام من يسعون إلى الركوب على المطالب المشروعة لخدمة أجندات تخريبية بعيدة عن الإجماع الوطني.